{مَّا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ}: وقد بلغ، {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}: من التصديق والتكذيب، {قُل لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ}: الرديء كالحرام، {وَٱلطَّيِّبُ}: الجيد كالحلال، {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ}: في الخبيث، {يٰأُوْلِي}: ذوي، {ٱلأَلْبَابِ}: العقول السليمة، {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: ثم بين نوعا من الخبيث بقوله: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ}: محمداً عليه الصلاة والسلام، {عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ}: تظهر، {لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}: تغمكم، كما سأله ابن حُذَافة: من أبي؟ فقال "حذافة"، وهو يدعى لغيره.
وسأله حين وجب الحج: أكلّ سنة؟ وقد يكونُ السؤال واجباً وهو فيما كلفناه، وقد يكون مندوباً وهو فيما يستحب {وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا ٱللَّهُ عَنْهَا}: عن مسألتكم السالفة، {وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}: لا يعاجل بالعقوبة، {قَدْ سَأَلَهَا}: سأل مثل الأشياء، فالمضاف محذوف، {قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ}: أنبياءهم، {ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا}: بالأشياء، {كَافِرِينَ} ثم بين نوع آخر من الخبيث وهو آخر الشرع بقوله: {مَا جَعَلَ}: شرع، {ٱللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ}: ناقة ولدت خمسة أبطن، فإن كان الخامس ذكرا أكلوه وبحروا، أي شقوا آذانها وحرموا ركوبها، وإن كانت أنثى يخرم أذنها دوامها، وحرموا ركوبها وحلبها، {وَلاَ سَآئِبَةٍ}: ناقة نذر صاحبها ألا يركبها، إن حصل مراده، {وَلاَ وَصِيلَةٍ}: أنثى البطن السابع إذا جاءت مع ذكر تركوها لآلهتهم، ولم يذبحوا الذكر أيضاً وقالوا: وصلت الأنثى أخاها، وإن كان ذكراً فقط حيّاً أو ميتاً أطعموه الرجال، وإن كان أنثى تركوها لآلهتهم، {وَلاَ حَامٍ}: فحل نتج من صُلْبه عشرة أبطن لم يحملوا عليه؛ لأنه حمى ظهرهُ، هذا تفسيرها المشهور، وقيل غير ذلك، {وَلَـٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ}: في تحريمها، {وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}: فيُقلِّدن رؤسائهم فيه.