خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ
١٥
يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
١٦
لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١٧
وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ
١٨
-المائدة

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

ْلَ ٱلْكِتَابِ }: الكتابين، { قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا }: محمد عليه الصلاة والسلام، { يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ }: كآية الرجم، وبشارة عيسى بأحمد، { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ }: من تحريفكم وخيانتكم مما أمر بالعفو عنه، فلا يرد أنه لم يجب عليه إظهار حق كتموه، { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ }: القرآن، { وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ }: أي: من في علمه أنه يتبع، { رِضْوَانَهُ }: بالإيمان، { سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ }: النجاة، { وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ }: الكفر، { إِلَى ٱلنُّورِ }: الإيمان، { بِإِذْنِهِ }: بإرادته، { وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }: يوصل إلى الله، { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ }: يعقوبية النصارى، القائمون بالاتحاد، { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ }: أو هم النصارى مستدلين بصفاته من الإحياء والغيب على الإلهية، فهو مثل: الكريم زيد، { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ }: قدرة { ٱللَّهِ شَيْئاً } مجاز عن الرد كلا أملك رأس الدابة { إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً }: إذ كلهم تحت قهره، وهذا ينافي الألوهية، { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ }: بلا أصل، { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ }: ممكن، { قَدِيرٌ * وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ }: كأبنائه في عطوفته علينا أو خواصه نحو: أبناء الدنيا، أو المراد عزير وعيسى، كقول أقارب الملك: نحن الملوك، { وَأَحِبَّٰؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم }: في الدنيا بنحو المسخ وفي الآخرة بأشد منه ولو أياماً معدودة بزعمهم، والوالد والحبيب لا يعذبان كذلك، { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ }: والقديم لا يلد مخلوقاً { يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ }: كالمؤمن { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ }: كاليهود فلا مزية لكم على أحد، { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }: فيجازي الكل.