الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم
{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ }: مناسك الحجّ، كالصَّيد في الإحرام أو دينه، { وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ }: بابتداء القتال فيه، وهذا منسوخ عند الأكثر، { وَلاَ ٱلْهَدْيَ }: جمع هدية: ما أُهْدي إلى الكعبة من النَّعم، أي: لا تتعرَّضُوا له ولو غير مُقلَّد { وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ }: الهدي ذوات القلائد، جمع قلادة ما يُقَلدُ به الهدي من نحو نخل أو لحاء شجر، { وَلاۤ }: تحلوا، { آمِّينَ }: قاصدين، { ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً }: رزقاً، { مِّن رَّبِّهِمْ }: بالتجارة، { وَرِضْوَاناً }: بزعمهم، فدخل الكافر، ولكنه نسخ بـ { { إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } [التوبة: 28] إلى آخره، { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ }: إباحة، { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ }: بغض، { قَوْمٍ أَن }؛ لأن، { صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ }: عام الحديبية، { أَن تَعْتَدُواْ }: بانتقام بصدهم عن العمرة، وهذا ثاني المَفْعولين، { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ }: ما أمرتم به، { وَٱلتَّقْوَىٰ }: عن المنهي، { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ }: المعصية، { وَٱلْعُدْوَانِ }: الظلم، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ }: ما فَارقَت الرُّوْح بلا تَذكِيَة، { وَٱلْدَّمُ }: المسفوح، { وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ }: رُفع الصَّوْتُ، { لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ }: كما مَرّ، { وَٱلْمُنْخَنِقَةُ }: ما مات بالخنق، { وَٱلْمَوْقُوذَةُ }: ما مات بضرب مثقل، { وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ }: ما مات بالتّردِّي، { وَٱلنَّطِيحَةُ }: ما مات بنطح الآخر، { وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ }: منه فمات وإن كان جوارح الصيد، { إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ }: من الخمسه قبل موته بهذه الأسباب، وفيه حياة مستقرة، والذكاة القطع الحلقوم والمريء بمحدود وذكر الخمسة مع أنها ميته لعد الكفرة ذلك ذكاة، { وَ }: حُرِّمَ { مَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ }: أي: لها جمع نصاب، أَوْثانٌ حَوْل الكعبة كانوا يذبحون لها تعظيماً، فحَرم وإن ذكر اسم الله عليه، { وَ }: حرم، { أَنْ تَسْتَقْسِمُواْ }:تطلبوا معرفة ما قسم لكم من مقاصدكم، { بِٱلأَزْلاَمِ }: جمع زلم، سهامٌ كتب في بعضها: أَمرني ربي، وفي بعضها: أَمرني ربي، وفي بعضها نهاني ربِّي، وبعضها غير مكتوب فبمجيء الأمر فعلوا، وبالناهي تركوا، أو الغفل أعادوها ثانياً، هو استقسام الجزور على الأنصباء المعلومة وذكر الاستقسام، { ذٰلِكُمْ }: الاستقسام، { فِسْقٌ }، لأنه وإن أشبه القُرْعةَ دخول في علم الغيب، وافتراء على الرب، إن أريد برَبّي الله وشركٌ إن أُريد الصنم، وجهل بالثمن والمثمن على التفسير الثاني، { ٱلْيَوْمَ }: الأزمنة الحاضرة، { يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن }: إبطال، { دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ }: من غلبتهم عليكم، { وَٱخْشَوْنِ }: فقط: يوم عرفة حجة الوداع، { ٱلْيَوْمَ }: فما نَزَل حلالٌ وحرام بعده، { أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }: فما نَزَل حلالٌ وحرام بعده، { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي }: بإكمال الدين، { وَرَضِيتُ }: اخترت، { لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً }: من بين الأديان، وهذه الجملة منقطعة من الأوليين، { فَمَنِ ٱضْطُرَّ }: إلى تناول مُحرَّمٍ منها، { فِي مَخْمَصَةٍ }: مَجاعةٍ { غَيْرَ مُتَجَانِفٍ }: مائل، { لإِثْمٍ }: كأكلها مجازاً حد الرخصة، { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ }: له، { رَّحِيمٌ }: به لا يؤاخده به.