خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ
٥٨
وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ
٥٩
وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ
٦٠
وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦١
وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ
٦٢
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٦٣
يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٦٤
يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ
٦٥
ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
٦٦
-الأنفال

الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم

{ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً }: نقض عهد بإمارة، { فَٱنْبِذْ }: فاطرح عهدهم، { إِلَيْهِمْ عَلَىٰ } طريق { سَوَآءٍ }: متوسطٍ بأن تخبرهم بقطع العهد؛ لئلا تنسب إلى الخيانة { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ * وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ }: فاتونا كمن أفلت يوم بدر وبالغيبة فاعله أحد و { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ }: مفعولاه، { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ }: لا يفوتونا، { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ }: لقتالهم، { مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ }: ما يتقوى به في الحرب، وفي الحديث "إنها الرمي" ، { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ }: اسم خيل تربط في سبيل الله { تُرْهِبُونَ }: تخوفون { بِهِ }: بما استطعتم { عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }: كفار مكة، { وَ }: كفاراً { آخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ }: جزاؤه، { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }: بتضيع العمل { وَإِن جَنَحُواْ }: مالوا { لِلسَّلْمِ }: للصلح { فَٱجْنَحْ }: مِلْ { لَهَا }: للمسالمة، { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ }: فيها { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ * وَإِن يُرِيدُوۤاْ }: بالصلح { أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ }: محسبك وكافيك، { ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ }: مع ضغائنهم { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً }: على تآلفهم، { مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ }: مع ضغائنهم، كما كان بين الأوس والخزرج { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ }: غالب { حَكِيمٌ }: في أفعاله، { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ }: بالغ في حثِّ { ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ }: مع الكفار { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ }: شرطٌ في معنى الأمر بمصابرة الواحد للعشرة، { وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: بمعنى حكم القليل كالكثير، إذ لا تقاوم العشرةُ المائة، وتقاوم المائة الألف وهكذا { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }: جاهلون بالله تعالى يقاتلون للدنيا فلا يثبتون في الشدة، { ;لآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ }: نسخٌ للأول، { ٱ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً }: بدينا، { فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }: بالنصر، لا يقال أنَّ مائة من الكفار قد تغلب مائة بل مائتين منا، لأن الله تعالى شرط فيه الصبر، لا يقال إنَّ مائة من الكفار قد تغلب مائة بل مائتين منا، لأن الله تعالى شرط فيه الصبر وكذا الموافقة بيننا ظاهراً وباطنا على أنه يمكن كونه مخصوصا بالصحابة.