{ وأقم الصلاة طرفي النهار } بالصبح والمغرب { وزلفاً من الليل } صلاة العشاء
قرب أوَّل الليل، والزُّلف: أوَّل ساعات اللَّيل. وقيل: صلاة طرفي النَّهار: الفجر
والظُّهر والعصر، وأمَّا المغرب والعشاء فإنَّهما من صلاة زلف اللَّيل. { إن
الحسنات يذهبن السيئات } إنَّ الصَّلوات الخمس تكفِّر ما بينها من الذنوب إذا
اجتنبت الكبائر { ذلك ذكرى } أَيْ: هذه موعظةٌ { للذاكرين }.
{ واصبر } على الصَّلاة { فإنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين } يعني: المُصلِّين.
{ فلولا كان من القرون من قبلكم } أَيْ: ما كان منهم { أولوا بقية } دينٍ وتميزٍ
وفضلٍ { ينهون عن الفساد في الأرض } عن الشِّرك والاعتداء في حقوق الله
والمعصية { إلاَّ قليلاً } لكن قليلاً { ممن أنجينا منهم } وهم أتباع الأنبياء وأهل
الحقِّ، نهوا عن الفساد { واتَّبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه } آثروا الَّلذات على أمر
الآخرة، وركنوا إلى الدُّنيا والأموال وما أُعطوا من نعيمها.
{ وما كان ربك ليهلك القرى } أَيْ: أهلها { بظلمٍ } بشركٍ { وأهلها مصلحون }
فيما بينهم، أَيْ: ليس من سبيل الكفَّار إذا قصدوا الحقَّ في المعاملة أن يُنزِّل اللَّهُ
بهم عذاب الاستئصال، كقوم لوطٍ عُذِّبوا باللِّواط، وقوم شعيب عُذِّبوا ببخس
المكيال.
{ ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } مسلمين كلَّهم { ولا يزالون مختلفين }
في الأديان.