{ وإن تعجب } يا محمد من عبادتهم ما لا يضرُّ ولا ينفع، وتكذيبك بعد البيان
فتعجَّبْ أيضاً من إنكارهم البعث، وهو معنى قوله: { فعجب قولهم أإذا كنا
تراباً... } الآية. { وأولئك الأغلال } جمع غُلٍّ، وهو طوقٌ تقيَّد به اليد إلى
العنق.
{ ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة } يعني: مشركي مكَّة حين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يأتيهم بالعذاب استهزاءً. يقول: ويستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به،
وهو قوله: { قبل الحسنة } . يعني: إحسانه إليهم في تأخير العقوبة عنهم إلى يوم
القيامة { وقد خلت من قبلهم المَثُلاتُ } وقد مضت من قبلهم العقوبات في الأمم
المُكذِّبة، فلم يعتبروا بها { وإنَّ ربَّك لذو مغفرة للناس على ظلمهم } بالتَّوبة.
يعني: يتجاوز عن المشركين إذا آمنوا { وإنَّ ربك لشديد العقاب } يعني: لمَنْ
أصرَّ على الكفر.
{ ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آيةٌ من ربِّه } هلاَّ أتانا بآيةٍ كما أتى به موسى
من العصا واليد { إنما أنت منذر } بالنَّار لمَنْ عصى، وليس إليك من الآيات شيءٌ
{ ولكلِّ قومٍ هاد } نبيٌّ وَدَاعٍ إلى الله عزَّ وجلَّ يدعوهم لما يُعطَى من الآيات،
لا بما يريدون ويتحكَّمون.
{ الله يعلم ما تحملُ كلُّ أنثى } من علقةٍ ومضغةٍ، وزائدٍ وناقصٍ، وذَكَرٍ وأنثى
{ وما تَغِيضُ الأرحام } تنقصه من مدَّة الحمل التي هي تسعة أشهر { وما تزداد }
على ذلك { وكلُّ شيءٍ عنده بمقدار } علم كلَّ شيءٍ فقدَّره تقديراً.