{ الذين يستحبون } يُؤثرون ويختارون { الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن
سبيل الله } ويمنعون النَّاس عن دين الله { ويبغونها عوجاً } مضى تفسيره { أولئك
في ضلال } في خطأ { بعيد } عن الحقِّ.
{ وما أرسلنا من رسول إلاَّ بلسان قومه } بلغة قومه ليفهموا عنه، وهو معنى قوله:
{ ليبيِّن لهم فيضل الله من يشاء } بعد التَّبيين بإيثاره الباطل { ويهدي مَنْ يشاء }
باتباع الحقِّ.
{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا } بالبراهين التي دلَّت على صحَّة نبوَّته { أن أخرج
قومك من الظلمات إلى النور } من الشِّرك إلى الإِيمان { وذكرهم } وَعِظهم { بأيام
الله } بنعمه، أَي: بالتَّرغيب والتَّرهيب، والوعد والوعيد { إنَّ في ذلك } التَّذكير
بأيَّام الله { لآيات } لدلالاتٍ { لكلِّ صبَّار } على طاعة الله { شكور } لأنعمه،
والآية الثانية مفسَّرة في سور البقرة، وقوله:
{ وإذ تأذَّن } معطوفٌ على قوله { إذ أنجاكم } والمعنى: وإذ أعلم ربُّكم { لئن
شكرتم } وحَّدْتم وأطعتم { لأزيدنَّكم } ممَّا يجب الشُّكر عليه، وهو النِّعمة { ولئن
كفرتم } جحدتم حقِّي وحقَّ نعمتي { إنَّ عذابي لشديد } تهديدٌ بالعذاب على
كفران النِّعمة.