خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً
٦
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً
٧
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً
٨
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْكَهْفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً
٩
إِذْ أَوَى ٱلْفِتْيَةُ إِلَى ٱلْكَهْفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً
١٠
فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً
١١
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً
١٢
-الكهف

{ فلعلك باخع نفسك } قاتلها { على آثارهم } على أثر تولِّيهم وإعراضهم عنك لشدَّة حرصك على إيمانهم { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث } يعني: القرآن { أسفاً } غيظاً وحزناً.
{ إنا جعلنا ما على الأرض } يعني: ما خلق في الدُّنيا من الأشجار والنَّبات ولاماء وكلِّ ذي روح على الأرض { زينة لها } زيَّناها بما خلقنا فيها { لنبلوهم أيهم أحسن عملاَ } أزهد فيها، وأترك لها، ثمَّ أعلم أنَّه يُفني ذلك كلَّه، فقال:
{ وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً } بلاقع ليس فيها نبات.
{ أم حسبت } بل أحسبت { أنَّ أصحاب الكهف } وهو المغارة في الجبل { والرقيم } وهو اللَّوح الذي كُتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم { كانوا من آياتنا عجباً } أَيْ: لم يكونوا بأعجب آياتنا، ولم يكونوا العجب من آياتنا فقط؛ فإنَّ آياتنا كلَّها عجب، وكانت قريش سألوا محمداً صلى الله عليه وسلم عن خبر فتيةٍ فُقدوا في الزمان الأوَّل بتلقين اليهود قريشاً ذلك، فأنزل الله سبحانه على نبيِّه عليه السَّلام خبرهم، فقال:
{ إذ أوى } اذكر إذ أوى { الفتية إلى الكهف } هربوا إليه ممَّن يطلبهم، فاشتغلوا بالدُّعاء، والتَّضرُّع { فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة } أعطنا من عندك مغفرةً ورزقاً { وهيِّىء } أصلح { لنا من أمرنا رشداً } أَيْ: أرشدنا إلى ما يُقرِّب منك.
{ فضربنا على آذانهم } سددنا آذانهم بالنَّوم { في الكهف سنين عدداً } معدودةً.
{ ثم بعثناهم } ايقظناهم من نومهم { لنعلم } لنرى { أيّ الحزبين } من المؤمنين والكافرين { أحصى } أعدُّ { لما لبثوا } للبثهم في الكهف نائمين { أمداً } غايةً، وكان وقع اختلافٌ بين فريقين من المؤمنين والكافرين في قدر مدَّة فقدهم، ومنذ كم فقدوهم، فبعثهم الله سبحانه من نومهم ليتبيَّن ذلك.