{ فما بال القرون الأولى } الماضية؟ فأجابه موسى عليه السَّلام بأنَّ أعمالهم
محفوظةٌ عند الله يُجازون بها، وهو قوله:
{ علمها عند ربي في كتاب } وهو اللَّوح المحفوظ { لا يضل ربي } لا يخطىء،
ومعناه: لا يترك مَنْ كفر به حتى ينتقم منه { ولا ينسى } مَنْ وحَّده حتى يجازيه.
{ الذي جعل لكم الأرض مَهداً } فراشاً { وسلك لكم فيها سبلاً } وسهَّل لكم
فيها طُرُقاً { وأنزل من السماء ماء } يريد: المطر، وتمَّ ها هنا جواب موسى، ثمَّ
تلوَّن الخطاب، وقال الله تعالى: { فأخرجنا به أزواجاً } أصنافاً { من نبات شتى }
مختلفة الألوان والطُّعوم.
{ كلوا } منها { وارعوا أنعامكم } فيها، أَيْ: أسيموها واسرحوها في نبات الأرض
{ إنَّ في ذلك } الذي ذكرت { لآيات } لعبرة { لأولي النهي } لذوي العقول.
{ منها خلقناكم } يعني: آدم عليه السَّلام { وفيها نعيدكم } عند الموت { ومنها
نخرجكم } عند البعث { تارة } مرَّةً { أخرى }.
{ ولقد أريناه } يعني: فرعون { آياتنا كلَّها } الآيات التِّسع { فكذَّب } بها، وزعم
أنَّها سحرٌ { وأبى } أن يُسلم.
{ قال } لموسى: { أجئتنا لتخرجنا من أرضنا } من أرض مصر.