{ بسحرك يا موسى فلنأتينَّك بسحر مثله } فلنعارضنَّ سحرك بسحرٍ مثله { فاجعل
بيننا وبينك موعداً } لمعارضتنا إيَّاك، لا نُخلف ذلك الموعد { نحن ولا أنت }
وأراد بالموعد ها هنا موضعاً يتواعدون للاجتماع هناك، وهو قوله: { مكاناً
سوى } أَيْ: يكون النَّصف فيما بيننا وبينك.
{ قال موعدكم يوم الزينة } أَيْ: وقتُ موعدكم يوم الزِّينة، وهو يوم عيدٍ كان لهم
{ وأن يحشر الناس ضحى } يريد: يجمع أهل مصر في ذلك اليوم نهاراً، أراد
موسى صلوات الله عليه أن يكون أبلغ في الحجَّة، وأشهر ذكراً في الجمع.
{ فتولى } فأدبر { فرعون فجمع كيده } حِيَله وسحرته { ثم أتى } الميعاد.
{ قال لهم موسى } للسَّحرة: { لا تفتروا على الله كذباً } لا تشركوا مع الله أحداً
{ فيسحتكم } فيستأصلكم { بعذاب وقد خاب من افترى } خسر مَن ادَّعى مع الله
تعالى إلهاً آخر.
{ فتنازعوا أمرهم بينهم } فتشاوروا بينهم، يعني: السَّحرة { وأسروا النجوى }
تكلَّموا فيما بينهم سرَّاً من فرعون، فقالوا: إنْ غلَبَنا موسى اتَّبعناه.
{ قالوا إنَّ هٰذٰن لساحران } يعنون: موسى وهارون عليهما السَّلام { يريدان أن
يخرجاكم من أرضكم } من مصر ويغلبا عليها { بسحرهما ويذهبا بطريقتكم
المثلى } بجماعتكم الأشراف، أَيْ: يصرفا وجوههم إليهما.