{ فأجمعوا كيدكم } أي: اعزموا على الكيد من غير اختلافٍ بينكم فيه { ثم ائتوا
صفاً } مُجتمعين مصطفِّين؛ ليكون أشدَّ لهيبتكم { وقد أفلح اليوم من استعلى }
أَيْ: قد سعد اليوم مَنْ غلب.
{ قالوا يا موسى إمَّا أن تلقي } عصاك من يدك إلى الأرض { وإمَّا أن نكون أوَّل من
ألقى }.
{ قال بل ألقوا } أنتم، فألقوا { فإذا حبالهم وعصيهم } جمع العصا { يخيل إليه }
يُشبَّه لموسى { أنها تسعى } وذلك أنَّها تحرَّكت بنوع حيلةٍ وتمويهٍ، وظن موسى
أنَّها تسعى نحوه.
{ فأوجس } فأضمر { في نفسه خيفة } خوفاً، خاف أن لا يفوز ولا يغلب
فلا يُصدَّق، حتى قال الله تعالى له:
{ لا تخف إنك أنت الأعلى } الغالب.
{ وألق ما في يمينك تلقف } تبتلع { ما صنعوا إنَّمَا صنعوا } أي: الذي صنعوه
{ كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى } ولا يسعد السَّاحر حيث ما كان. فألقى
موسى عصاه فتلقَّفت كلَّ الذي صنعوه، وعند ذلك أُلقي.
{ السحرة سجداً } خرُّوا ساجدين لله تعالى { قالوا آمنا برب هارون وموسى }