{والبدن} الإبل والبقر {جعلناها لكم من شعائر الله} أعلام دينه {لكم فيها خيرٌ}
النَّفع في الدُّنيا، والأجر في العقبى {فاذكروا اسم الله} وهو أن يقول عند
نحرها: الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر {صواف} قائمةً معقولة اليد اليسرى
{فإذا وجبت جنوبها} سقطت على الأرض {فكلوا منها وأطعموا القانع} الذي
يسألك {والمعتر} الذي يتعرَّض لك ولا يسألك. {كذلك} الذي وصفنا
{سخرناها لكم} يعني: البدن {لعلَّكم تشكرون} لكي تطيعوني.
{لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} كان المشركون يُلطِّخون جدار الكعبة بدماء
القرابين، فقال الله تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} أَيْ: لن يصل إلى
الله لحومها ولا دماؤها {ولكن يناله التقوى منكم} أَيْ: النِّيَّةُ والإِخلاص وما أريد
به وجه الله تعالى. {لتكبروا الله على ما هداكم} إلى معالم دينه {وبشر
المحسنين} المُوحِّدين.
{إن الله يدفع} غائلة المشركين عن المؤمنين {إنَّ الله لا يحب كل خوَّانٍ} في
أمانته {كفور} لنعمته، وهم الذين تقرَّبوا إلى الأصنام بذبائحهم.
{أُذِنَ للذين يقاتلون} يعني: المؤمنين، وهذه أوَّلُ آيةٍ نزلت في الجهاد
والمعنى: أُذن لهم أن يُقاتلوا {بأنهم ظلموا} بظلم الكافرين إيَّاهم {وإنَّ الله على
نصرهم لقدير} وعدٌ من الله تعالى بالنَّصر.
{الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق} يعني: المهاجرين {إلاَّ أن يقولوا ربنا الله}
أَيْ: لم يُخرجوا إلاَّ بأن وحَّدوا الله تعالى {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض}
لولا أن دفع الله بعض النَّاس ببعض {لهدِّمت صوامع وبيعٌ} في زمان عيسى عليه
السَّلام {وصلوات} في أيَّام شريعة موسى عليه السَّلام، يعني: كنائسهم وهي
بالعبرانيَّة صلوتا {ومساجد} في أيام شريعة محمَّد صلى الله عليه وسلم {ولينصرنَّ الله من ينصره}
يعني: مَنْ نصر دين الله نصره الله على ذلك {إن الله لقوي} على خلقه {عزيز}
منيعٌ في سلطانه.