{ ألم تعلم أنَّ الله يعلم ما في السماء والأرض إنَّ ذلك } كلَّه { في كتاب } يعني:
اللَّوح المحفوظ { إن ذلك } يعني: علمه بجميع ذلك { على الله يسير }.
{ ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به } بعبادته { سلطاناً } حجَّةً وبرهاناً { وما ليس
لهم به علم } لم يأتهم به كتابٌ ولا نبيٌّ { وما للظالمين } المشركين { من نصير }
مانعٍ من عذاب الله تعالى.
{ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات } يعني: القرآن { تعرف في وجوه الذين كفروا
المنكر } الإِنكار بالعبوس والكراهة { يكادون يسطون } يقعون ويبطشون { بالذين
يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم } بِشَرٍ لكم وأكره إليكم من هذا
القرآن الذي تسمعون { النار } أَيْ: هي النَّار.
{ يا أيها الناس } يعني: يا أهل مكَّة { ضرب مثل } بُيِّن لكم ولمعبودكم شَبَهٌ
{ فاستمعوا له إنَّ الذين تدعون من دون الله } من الأصنام { لن يخلقوا ذباباً ولو
اجتمعوا } كلُّهم لخلقه { وإن يسلبهم الذباب شيئاً } ممَّا عليهم من الطَّيب
{ لا يستنقذوه منه } لا يستردُّوه منه لعجزهم { ضعف الطالبُ والمطلوب } يعني:
العابد والمعبود، والطَّالب: الذُّباب يطلب من الصَّنم ما لطِّخ به من الزَّعفران
والطِّيب، وهو مَثَلٌ لعابده يطلب منه الشَّفاعة والنُّصرة، والمطلوب: الصنم.
{ ما قدروا الله حق قدره } ما عظَّموه حقَّ تعظيمه إذ أشركوا به ما لا يمتنع من
الذُّباب ولا ينتصر منه.
{ الله يصطفي من الملائكة رسلاً } مثل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السَّلام
{ ومن الناس } يعني: النبيِّين عليهم السَّلام { إنَّ الله سميع } لقول عباده { بصير }
بمَنْ يختاره.
{ يعلم ما بين أيديهم } ما عملوه { وما خلفهم } وما هم عاملون ممَّا لم يعلموه.