{ سنلقي في قلوب الذين كفروا الرُّعب } الخوف حتى لا يرجعوا إليكم { بما
أشركوا } أيْ: بإشراكهم بالله { ما لم ينزل به سلطاناً } حجَّةً وبرهاناً، أيْ: الأصنام
التي يَعبدونها مع الله بغير حجَّة { ومأواهم النار } أَيْ: مرجعهم النَّار { وبئس
مثوى الظالمين } مقامهم.
{ ولقد صدقكم الله وعده } بالنَّصر والظَّفر { إذْ تحسُّونهم } تقتلون المشركين يوم
أُحدٍ في أوَّل الأمر { بإذنه } بعلم الله وإرادته { حتى إذا فشلتم } جَبنْتُم عن عدوِّكم
{ وتنازعتم } اختلفتم في الأمر. يعني: قول بعضهم: ما مقامنا وقد انهزم القوم
الكافرون، وقول بعضهم: لا نجاوز أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الاختلاف كان بين
الرُّماة الذين كانوا عند المركز { وعصيتم } الرَّسول بترك المركز { من بعد ما أراكم
ما تحبُّون } من الظَّفر والنَّصر على أعدائكم { منكم مَنْ يريد الدنيا } وهم الذين
تركوا المركز، وأقبلوا إلى الذَّهب { ومنكم مَن يريد الآخرة } أَيْ: الذين ثبتوا في
المركز { ثمَّ صرفكم } ردَّكم بالهزيمة { عنهم } عن الكفَّار { ليبتليكم } ليختبركم
بما جعل عليكم من الدَّبرة، فيتبيَّن الصَّابر من الجازع، والمخلص من المنافق
{ ولقد عفا عنكم } ذنبَكم بعصيان النبيِّ صلى الله عليه وسلم والهزيمة { والله ذو فضلٍ على المؤمنين }
بالمغفرة.