{ قل أؤنبئكم بخير من ذلٰكم } الذي ذكرت { للذين اتقوا } الشِّرك { جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد }.
{ الصابرين } على دينهم وعلى ما أصابهم { والصادقين } في نيَّاتهم { والقانتين }
المطيعين لله { والمنفقين } من الحلال في طاعة الله { والمستغفرين بالأسحار }
المُصلِّين صلاة الصُّبح قيل: نزلت في المهاجرين والأنصار.
{ شهد الله } بيَّن وأظهر بما نصب من الأدلَّة على توحيده { أنَّه لا إله إلاَّ هو
والملائكة } أَيْ: وشهدت الملائكة، بمعنى: أقرَّت بتوحيد الله { وأولوا العلم }
هم الأنبياء والعلماء من مؤمني أهل الكتاب والمسلمين { قائماً بالقسط } أَيْ:
قائماً بالعدل، يُجري التَّدبير على الاستقامة في جميع الأمور.
{ إنَّ الدين عند الله الإِسلام } افتخر المشركون بأديانهم، فقال كلُّ فريقٍ: لا دين
إلاَّ ديننا، وهو دين الله، فنزلت هذه الآية وكذَّبهم الله تعالى فقال: { إنَّ الدين عند
الله الإِسلام } الذي جاء به محمَّدٌ عليه السَّلام { وما اختلف الذين أوتوا الكتاب }
أَي: اليهود، لم يختلفوا في صدق نبوَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لما كانوا يجدونه في كتابهم
{ إلاَّ من بعد ما جاءهم العلم } يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم، سمِّي علماً لأنَّه كان معلوماً
عندهم بنعته وصفته قبل بعثه، فلمَّا جاءهم اختلفوا فيه؛ فآمن به بعضهم وكفر
الآخرون { بغياً بينهم } طلباً للرِّياسة وحسداً له على النُّبوَّة { ومن يكفر بآيات الله
فإنَّ الله سريع الحساب } أَي: المجازاة له على كفره.