{ فكيف إذا جمعناهم } أَيْ: فكيف يكون حالهم إذا جمعناهم { لـ } جزاء { يومٍ
لا ريبَ فيه ووفيت كلُّ نفس } جزاء { ما كسبت وهم لا يظلمون } بنقصان
حسناتهم أو زيادة سيئاتهم.
{ قل اللهم مالك الملك... } الآية. "لمَّا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكَّة، ووعد أُمَّته
ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود: هيهات هيهات، [الفارس والروم أعزُّ
وأمنع من أن يُغلَّب على بلادهم]" ، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقوله:
{ تؤتي الملك مَنْ تشاء } محمداً وأصحابه { وتنزع الملك ممن تشاء } أبي جهلٍ
وصناديد قريشٍ { وتعزُّ من تشاء } المهاجرين والأنصار { وتذلُّ مَنْ تشاء } أبا جهلٍ
وأصحابه حتى حُزَّت رؤوسهم وأُلْقُوا في القليب { بيدك الخير } أَيْ: عزُّ الدُّنيا
والآخرة، وأراد: الخير والشَّرَّ، فاكتفى بذكر الخير، لأنَّ الرغبة إليه في فعل الخير
بالعبد دون الشَّر.
{ تولج الليل في النهار } تُدخل اللَّيل في النَّهار، أَيْ: تجعل ما نقص من أحدهما
زيادةً في الآخر { وتخرج الحيَّ من الميت وتخرج الميت من الحيِّ } تخرج
الحيوان من النُّطفة، وتخرج النُّطفة من الحيوان، وتخرج المؤمن من الكافر،
والكافر من المؤمن { وترزق من تشاء بغير حساب } بغير تقتيرٍ وتضييقٍ.