{لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} أَيْ: أنصاراً وأعواناً من
غير المؤمنين وسواهم، نزلت في قومٍ من المؤمنين كانوا يُباطنون اليهود، [أي:
يألفونهم] ويوالونهم. {ومَنْ يفعل ذلك} الاتخِّاذ {فليس من الله في شيء}
أَيْ: من دين الله، أَيْ: قد برىء من الله وفارق دينه، ثمَّ استثنى فقال: {إلاَّ أن
تتقوا منهم تقاة} [أَيْ: تقيَّة] هذا في المؤمن إذا كان في قومٍ كفَّارٍ، وخافهم
على ماله ونفسه، فله أن يُخالفهم ويُداريهم باللِّسان، وقلبُه مطمئنٌّ، بالإِيمان دفعاً
عن نفسه. قال ابنُ عبَّاسٍ: يريد مدارةً ظاهرةً {ويحذركم الله نفسه} أَيْ: يُخَوِّفكم
الله على موالاة الكفار عذاب نفسه، [يريد: عذابه، وخصَّصه بنفسه تعظيماً له]
فلمَّا نهى عن ذلك خوَّف وحذَّر عن إبطان موالاتهم، فقال:
{قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه} من ضمائركم في موالاتهم وتركها
{يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض} إتمامٌ للتَّحذير؛ لأنَّه إذا كان
لا يخفى عليه شيء فيهما، فكيف يخفى عليه الضَّمير؟ {واللَّهُ على كلِّ شيءٍ
قدير} تحذيرٌ من عقاب مَنْ لا يعجزه شيء.