{ قل صدق الله } في هذا وفي جميع ما أخبر به.
{ إنَّ أوَّل بيتٍ وُضع للناس } يُحَجُّ إليه { للذي ببكة } مكَّة { مباركاً } كثير الخير،
بأن جُعل فيه وعنده البركة { وهدىً } وذا هدىً { للعالمين } لأنَّه قِبلة صلاتهم،
ودلالةٌ على الله بما جعل عنده من الآيات.
{ فيه آياتٌ بيناتٌ } أَيْ: المشاعر والمناسك كلُّها، ثمَّ ذكر بعضها فقال: { مقام
إبراهيم } أَيْ: منها مقام إبراهيم { ومَنْ دخله كان آمناً } أَيْ: مَنْ حجَّه فدخله كان
آمناً من الذُّنوب التي اكتسبها قبل ذلك. وقيل: من النَّار { ولله على الناس حج
البيت } عمَّم الإِيجاب ثمَّ خصَّ، وأبدل من النَّاس فقال: { من استطاع إليه
سبيلاً } يعني: مَنْ قوي في نفسه، فلا تلحقه المشقَّة في الكون على الرَّاحلة، فمَنْ
كان بهذه الصِّفة وملك الزَّاد والرَّاحلة وجب عليه الحج { ومَنْ كفر } جحد فرض
الحجِّ { فإنَّ الله غنيٌّ عن العالمين }.
{ قل يا أهل الكتاب لم تصدُّون عن سبيل الله مَنْ آمن } كان صدُّهم عن سبيل الله
بالتَّكذيب بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنَّ صفته ليست في كتابهم { تبغونها عوجاً } تطلبون لها
عوجاً بالشُّبَه التي تلبسونها على سفلتكم { وأنتم شهداء } بما في التَّوراة أنَّ دين
الله الإِسلام.