{ وبالوالدين أحساناً } أَيْ: أحسنوا بهما إحساناً، وهو البرُّ مع لين الجانب { وبذي
القربى } وهو ذو القرابة يصله ويتعطَّف عليه { واليتامى } يرفق بهم ويُدنيهم
{ والمساكين } ببذلٍ يسيرٍ، أو ردٍّ جميلٍ { والجار ذي القربى } وهو الذي له مع
حقِّ الجوار حقُّ القرابة { والجار الجنب } البعيد عنك في النَّسب { والصاحب
بالجنب } هو الرَّفيق في السَّفر { وابن السبيل } عابر الطَّريق. [وقيل: الضيف]
يؤويه ويطعمه حتى يرحل { وما ملكت أيمانهم } أَيْ: المماليك { إنَّ الله لا يحبُّ
مَنْ كان مختالاً } عظيماً في نفسه لا يقوم بحقوق الله { فخوراً } على عباده بما
خوَّله الله من نعمته.
{ الذين يبخلون } أي: اليهود. بخلوا بأموالهم أن ينفقوها في طاعة الله تعالى
{ ويأمرون الناس بالبخل } أمروا الأنصار ألا ينفقوا أموالهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقالوا: إنَّا نخشى عليكم الفقر { ويكتمون ما آتاهم الله من فضله } أَيْ: ما في
التَّوراة من أمر محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ونعته.
{ والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس } أَيْ: المنافقين { ومَنْ يكن الشيطانُ له
قريناً } يسوِّل له ويعمل بأمره { فساء قريناً } بئس الصَّاحب الشَّيطان.
{ وماذا عليهم } أَيْ: على اليهود والمنافقين، أَيْ: ما كان يضرُّهم { لو آمنوا بالله
واليوم الآخر وأنفقوا ممَّا رزقهم الله وكان الله بهم عليماً } لا يُثيبهم بما ينفقون رئاء
النَّاس.
{ إنَّ الله لا يظلم } لا ينقص أحداً { مثقال } [مقدار] { ذرة } إن كان مؤمناً أثابه
عليها الرِّزق في الدُّنيا، والأجر في الآخرة، وإنْ كان كافراً أطعمه بها في الدُّنيا
{ وإن تك حسنة } من مؤمنٍ { يضاعفها } بعشرة أضعافها { ويؤتِ مِنْ لدنه } من
عنده { أجراً عظيماً } وهو الجنَّة.
{ فكيف } أَيْ: فكيف يكون حال هؤلاء اليهود والمنافقين [يوم القيامة]؟، وهذا
استفهامٌ ومعناه التَّوبيخ { إذا جئنا من كلِّ أُمَّة بشهيدٍ } أَيْ: بِنبيِّ كلِّ أُمَّةٍ يشهد
عليها ولها { وجئنا بك } يا محمَّد { على هٰؤلاء شهيداً } على هؤلاء المنافقين
والمشركين شهيداً تشهد عليهم بما فعلوا.
{ يومئذٍ } أَيْ: في ذلك اليوم { يودُّ الذين كفروا وعصوا الرسول } وقد عصوه في
الدُّنيا { لو تسوَّى بهم الأرض } أَيْ: يكونون تراباً، فيستوون مع الأرض حتى
يصيروا وهي شيئاً واحداً { ولا يكتمون الله حديثاً } لأنَّ ما عملوه ظاهرٌ عند الله
لا يقدرون على كتمانه.