{ فلا } أَيْ: ليس الأمر كما يزعمون أنَّهم آمنوا وهم يخالفون حكمك { وربك
لا يؤمنون } حقيقة الإِيمان { حتَّى يحكموك فيما شجر } اختلف واختلط { بينهم ثمَّ
لا يجدوا في أنفسهم حرجاً } ضيقاً وشكَّاً { ممَّا قضيت } أَيْ: أوجبتَ { ويسلموا }
الأمر إلى الله وإلى رسوله من غير معارضةٍ بشيءٍ.
{ ولو أنَّا كتبنا عليهم } أَيْ: على هؤلاء المنافقين [من اليهود] { أن اقتلوا
أنفسكم } كما كتبنا ذلك على بني إسرائيل { أو اخرجوا من دياركم } كما كتبنا
على المهاجرين { ما فعلوه إلاَّ قليلٌ منهم } للمشقَّة فيه مع أنَّه كان ينبغي أن يفعلوه
{ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به } ما يُؤمرون به من أحكام القرآن { لكان خيراً
لهم } في معاشهم وفي ثوابهم { وأشدَّ تثبيتاً } منهم لأنفسهم في الدِّين، وتصديقاً
بأمر الله.
{ وإذاً لآتيناهم من لدنَّا } أَيْ: ممَّا لا يقدر عليه غيرنا { أجراً عظيماً } أَيْ: الجنَّة.
{ ولهديناهم } أرشدناهم { صراطاً مستقيماً } [إلى دينٍ مستقيمٍ] وهو دين
الحنيفيَّة لا دين اليهوديَّة.
{ ومَن يطع الله... } الآية. قال المسلمون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ما لنا منك إلاَّ الدُّنيا، فإذا
كانت الآخرة رُفِعَت في الأعلى، فحزن وحزنوا، فنزلت { ومَنْ يطع الله } في
الفرائض { والرسول } في السُّنن { فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النَّبيين }
أَيْ: إنَّه يستمتع برؤيتهم وزيارتهم، فلا يتوهمنَّ أنَّه لا يراهم { والصديقين }
أفاضل أصحاب الأنبياء { والشهداء } القتلى في سبيل الله { والصالحين } أَيْ: أهل
الجنَّة من سائر المسلمين { وحسن أولئك } الأنبياء وهؤلاء { رفيقاً } أَيْ: أصحاباً
ورفقاء.