{ إليه يردُّ علم الساعة } لأنَّه لا يعلمه غيره { وما تخرج من ثمرات من أكمامها }
أوعيتها { ويوم يناديهم أين شركائي } الذين كنتم تزعمون { قالوا آذناك } أعلمناك
{ ما منا من شهيد } شاهدٍ أنَّ لك شريكاً، لمَّا عاينوا القيامة تبرَّؤوا من معبوديهم.
{ وضلَّ عنهم } زال وبطل { ما كانوا يدعون من قبل } [يثقون به] ويعبدونه قبل
يوم القيامة { وظنوا } علموا { ما لهم من محيص } من مهربٍ.
{ لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } لا يَمَلُّ الكافر من الدُّعاء بالصحَّة والمال { وإن
مسَّه الشرُّ } الفقر والضرُّ { فيؤوس } من روح الله { قنوط } من رحمته. وقوله:
{ ليقولنَّ هذا لي } أَيْ: هذا واجبٌ لي بعملي استحققته { وما أظن الساعة قائمة
ولئن رجعت إلى ربي إنَّ لي عنده للحسنى } أَيْ: لستُ أوقن بالبعث وقيام
السَّاعة، فإن كان الأمر على ذلك إنَّ لي عنده لثواباً.
{ وإذا أنعمنا على الإنسان... } الآية. يقول: إذا كان الكافر في نعمةٍ تباعد عن
ذكر الله، وإذا مسَّته الحاجة أكثر الدُّعاء.
{ قل أرأيتم إن كان } القرآن { من عند الله ثم كفرتم به من أضلُّ } منكم، لأنَّهم
في { شقاق بعيد } أيْ: في خلافٍ بعيدٍ عن الحقّ بكفرهم بالقرآن.
{ سنريهم آياتنا في الآفاق } ما يفتح على محمَّد صلى الله عليه وسلم من القرى { وفي أنفسهم } فتح
مكة { حتى يتبين لهم } أنَّ القرآن حقٌّ وصدقٌ منزلٌ من عند الله تعالى: { أَوَلَمْ
يكف بربك أنَّه على كل شيء شهيد } وهو يشهد لمحمَّد عليه السَّلام ولكتابه
بالصِّدق.
{ ألا إنهم في مرية } شكٍّ { من لقاء ربهم } من البعث والمصير إليه { ألا إنَّه بكلِّ
شيء محيط } عالمٌ.