{ وهو الذي أنزل من السماء ماء } يعني: المطر { فأخرجنا به نبات كلٍّ شيء }
يَنبت { فأخرجنا } من ذلك النَّبات { خضراً } أخضر، كالقمح، والشَّعير، والذُّرة،
وما كان رطباً أخضر مما ينبت من الحبوب { نخرج منه } من الخضر { حباً
متراكباً } بعضه على بعض في سنبلةٍ واحدةٍ { ومن النخل من طلعها } أوَّل ما يطلع
منها { قنوان } يعني: العراجين التي قد تدلَّت من الطَّلع { دانية } ممَّن يجتنيها.
يعني: قصار النَّخل اللاَّحقة عذوقها بالأرض { وجنات } أَيْ: وأخرجنا بالماء
جنَّات { من أعناب والزيتون } وشجر الزَّيتون { والرمان } وشجر الرُّمان { مشتبهاً }
[في اللون: يعني: الرُّماني] { وغير متشابه } [في الطَّعم. أي: مختلفة في
الطَّعم. وقيل:] مُشتبهاً ورقها، مُختلفاً ثمرها { انظروا إلى ثمره } نظر
الاستدلال والعبرة أوَّل ما يعقد { وينعه } نضجه { إنَّ في ذلك لآيات لقوم يؤمنون }
يصدِّقون أنَّ الذي أخرج هذا النَّبات قادرٌ على أن يحيي الموتى.
{ وجعلوا لله شركاء الجن } أطاعوا الشَّياطين في عبادة الأوثان، فجعلوهم شركاء
لله { وخَرَقوا له بنين وبنات } افتعلوا ذلك كذباً وكفراً، يعني: الذين قالوا:
الملائكة بنات الله، واليهود والنَّصارى حين دعوا لله ولداً { بغير علم } لم يذكروه
عن علمٍ، إنَّما ذكروه تكذُّباً. وقوله:
{ أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } أَيْ: مِنْ أين يكون له ولدٌ؟ ولا يكون
الولد إلاَّ من صاحبةٍ، ولا صاحبة له { وخلق كلَّ شيء } أَيْ: وهو خالق كلِّ
شيء.