خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ
١٦
وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ
١٧
وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ
١٨
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
١٩
ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمُ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
٢٠
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَٰتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ
٢١
وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٢٢
ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ
٢٣
ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٢٤
-الأنعام

{ من يصرف عنه } أَي: العذاب { يومئذ } يوم القيامة { فقد رحمه } فقد أوجب الله له الرَّحمة لا محالة.
{ وإن يمسسك الله بضر... } الآية. أيْ: إنْ جعل الضُّرَّ وهو المرض والفقر يمسُّك.
{ وهو القاهر } القادر الذي لا يعجزه شيء { فوق عباده } أَيْ: إنَّ قهره قد استعلى عليهم، فهم تحت التَّسخير.
{ قل أي شيء أكبر شهادة } قال أهل مكة للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: ائتنا بمَنْ يشهد لك بالنُّبوَّة، فإنَّ أهل الكتاب ينكرونك، فنزلت هذه الآية، أمر الله تعالى محمداً عليه السَّلام أن يسألهم، ثمَّ أمر أن يخبرهم فيقول: { الله شهيد بيني وبينكم } أَي: الله الذي اعترفتم بأنَّه خالق السَّموات والأرض، والظُّلمات والنُّور يشهد لي بالنُّبوَّة بإقامة البراهين، وإنزال القرآن عليَّ. { وأوحي إلي هذا القرآن } المُعجز بلفظه ونظمه وأخباره، عمَّا كان ويكون { لأنذركم } لأخوِّفكم { به } عقاب الله على الكفر { ومَنْ بلغ } يعني: ومَنْ بلغه القرآن من بعدكم، فكلُّ مَنْ بلغه القرآن فكأنَّما رأى محمداً عليه السَّلام. قل: { أإنكم لتشهدون أنَّ مع الله آلهة أخرى } استفهام معناه الجحد والإِنكار { قل لا أشهد... } الآية.
{ الذين آتيناهم الكتاب } مفسَّرة في سورة البقرة.
{ ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } أَيْ: لا أحد أظلم ممَّن اختلق على الله كذباً. يعني: الذين ذكرهم في قوله:
{ { وإذا فعلوا فاحشة... } الآية. { أو كذَّب بآياته } بالقرآن وبمحمد عليه السَّلام { إنَّه لا يفلح الظالمون } لا يسعد مَنْ جحد ربوبيَّة ربِّه، وكذَّب رسله، وهم الذين ظلموا أنفسهم بإهلاكها بالعذاب.
{ ويوم } واذكروا يوم { نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم } أصنامكم وآلهتكم { الذين كنتم تزعمون } أنَّها تشفع لكم، وهذا سؤال توبيخ.
{ ثم لم تكن فتنتهم } أَيْ: لم تكن عاقبة افتتانهم بالأوثان وحبِّهم لها { إلاَّ أن } تبرَّؤوا منها فـ { قالوا والله ربنا ما كنا مشركين }.
{ انظر } يا محمد { كيف كذبوا على أنفسهم } بجحد شركهم في الآخرة { وضلَّ } وكيف ضلَّ ذلك: زال وبطل { عنهم ما كانوا يفترون } بعبادته من الأصنام.