{ والذين كذَّبوا بآياتنا } بما جاء به محمَّد عليه السَّلام { صمٌّ } عن القرآن
لا يسمعونه سماع انتفاع { وبكم } عن القرآن لا ينطقون به، ثمَّ أخبر أنَّهم بمشيئته
صاروا كذلك، فقال: { من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراطٍ مستقيم }.
{ قل } يا محمد لهؤلاء المشركين بالله { أرأيتكم } معناه: أخبروني { إن أتاكم
عذاب الله } يريد: الموت { أو أتتكم الساعة } القيامة { أغير الله تدعون } أَيْ:
أتدعون هذه الأصنام والأحجار التي عبدتموها من دون الله { إن كنتم صادقين }
جوابٌ لقوله: { أرأيتكم } لأنَّه بمعنى أخبروني، كأنَّه قيل: إنْ كنتم صادقين
أخبروا مَنْ تدعون عند نزول البلاء بكم.
{ بل } أَيْ: لا تدعون غيره { إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه } أَيْ: يكشف
الضُّرَّ الذي من أجله دعوتموه { إن شاء وتنسون } وتتركون { ما تشركون } به من
الأصنام فلا تدعونه.
{ ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك } رسلاً فكفروا بهم { فأخذناهم بالبأساء } وهو
شدَّة الفقر { والضرَّاء } الأوجاع والأمراض { لعلهم يتضرعون } لكي يتذللَّوا
ويتخشعوا.
{ فلولا } فهلاَّ { إذ جاءهم بأسنا } عذابنا { تضرعوا } تذلَّلوا، والمعنى:
لم يتضرعوا { ولكن قست قلوبهم } فأقاموا على كفرهم { وزيَّن لهم الشيطان }
الضَّلالة التي هم عليها، فأصروا.