{ قال ما منعك إلا تسجد } "لا" زائدة. معناها: ما منعك أن تسجد؟! وهو سؤالُ
التَّوبيخ والتَّعنيف { قال أنا خير منه... } الآية. معناه: منعني من السُّجود له أنِّي
خيرٌ منه إذ كنتُ ناريَّاً، وكان طينيَّاً، فترك الأمر وقاس، فعصى.
{ قال فاهبط منها } فانزل من الجنَّة. وقيل: من السَّماء { فما يكون لك أن تتكبر
فيها } عن أمري وتعصيني { فأخرج إنك من الصاغرين } الأذلاء بترك الطَّاعة.
{ قال انظرني } أمهلني { إلى يوم يبعثون } يريد: النَّفخة الثَّانية.
{ قال إنك من المنظرين }.
{ قال: فبما أغويتني } يريد: فبما أضللتني، أيْ: بإغوائك إيَّاي { لأقعدَّن لهم
صراطك المستقيم } على الطَريق المستقيم الذي يسلكونه إلى الجنَّة، بأن أُزيِّن لهم
الباطل.
{ ثم لآتينَّهم من بين أيديهم } يعني: آخرتهم التي يردون عليها، فَأُشكِّكهم فيها
{ ومن خلفهم } دنياهم التي يُخَلِّفونها، فأُرغِّبهم فيها { وعن أيمانهم } أُشبِّه عليهم
أمر دينهم { وعن شمائلهم } أُشهِّي لهم المعاصي.
{ قال اخرج منها } من الجنَّة { مذؤوماً } مذموماً بأبلغ الذَّمِّ { مدحوراً } مطروداً
ملعوناً { لمن تبعك منهم } من أولاد آدم { لأَمْلأَنَّ جهنم منكم } يعني: من
الكافرين وقرنائهم من الشَّياطين.