{ ويا آدم اسكن } سبق تفسيره في سورة البقرة.
{ فوسوس لهما الشيطان } أَيْ: حدَّث لهما في أنفسهما { ليبدي لهما } هذه اللام
لام العاقبة، وذلك أنَّ عاقبة تلك الوسوسة أدَّت إلى أن بدت لهما سوآتهما،
يعني: فروجهما بتهافت اللَّباس عنهما، وهو قوله: { ما ووري } أَيْ: سُتر { عنهما
من سوآتهما } { وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة } أَيْ: عن أكلها { إلاَّ أن
تكونا } "لا" ها هنا مضمرة، أَيْ: إلاَّ أن لا تكونا { ملكين } يبقيان ولا يموتان،
كما لا تموت الملائكة. يدلُّ على هذا المعنى قوله: { أو تكونا من الخالدين }.
{ وقاسمهما } حلف لهما { إني لكما لمن الناصحين }.
{ فدلاهما بغرور } غرَّهما باليمين، ومعنى دلاَّهما: جَرَّأَهُما على أكل الشَّجرة بما
غرَّهما به من يمينه { فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما } تهافت لباسهما
عنهما، فأبصر كلُّ واحدٍ منهما عورة صاحبه، فاستحييا { وطفقا يخصفان } أقبلا
وجعلا يُرقِّعان الورق كهيئة الثَّوب ليستترا به { وناداهما ربهما ألم أنهكما عن
تلكما الشجرة وأقل لكما إنَّ الشيطان لكما عدو مبين }.
{ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين }.
{ قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر } موضع قرار.