{ هل ينظرون } ينتظرون، أَيْ: كأنَّهم ينتظرون ذلك؛ لأنَّه يأتيهم لا محالة { إلاَّ
تأويله } عاقبة ما وعد الله في الكتاب من البعث والنُّشور { يوم يأتي تأويله } وهو
يوم القيامة { يقول الذين نسوه من قبل } تركوا الإِيمان به والعمل له من قبل
إتيانه { قد جاءت رسل ربنا بالحق } بالصِّدق والبيان { فهل لنا من شفعاء } هل
يشفع لنا شافعٌ؟ { أو } هل { نردُّ } إلى الدُّنيا { فنعمل غير الذي كنا نعمل } نوحِّد
الله ونترك الشِّرك، يقول الله: { قد خسروا أنفسهم } حين صاروا إلى الهلاك
{ وضلَّ عنهم ما كانوا يفترون } سقط عنهم ما كانوا يقولونه مِنْ أنَّ مع الله إلهاً
آخر.
{ إنَّ ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام } أَيْ: في مقدار ستة
أيَّامٍ، من الأحد إلى السَّبت، واجتمع الخلق في الجمعة { ثم استوى على العرش }
أقبل على خلقه، وقصد إلى ذلك بعد خلق السَّموات والأرض { يغشي الليل
النهار } يُلبسه ويُدخله عليه { يطلبه حثيثاً } يطلب اللَّيل دائباً لا غفلة له
{ والشمس } وخلق الشَّمس { والقمر والنجوم مسخرات } مُذلَّلاتٍ لما يُراد منها
من طلوعٍ وأُفولٍ، وسيرٍ ورجوعٍ { بأمره } بإذنه { ألا له الخلق } يعني: إنَّ جميع
ما في العالم مخلوق له { و } له { الأمر } فيهم، يأمر بما أراد { تبارك الله } تمجَّد
وتعظَّم وارتفع وتعالى.
{ ادعوا ربكم تضرُّعاً } أَيْ: تملُّقاً { وخفية } سرَّاً { إنه لا يحب المعتدين }
المجاوزين ما أُمروا به.