{ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله } بترك فرائضه { والرسول } بترك سنَّته
{ وتخونوا } أَيْ: ولا تخونوا { أماناتكم } وهي كلُّ ما ائتمن الله عليها العباد،
وكلُّ أحدٍ مؤتمنٌ على ما افترض الله عليه { وأنتم تعلمون } أنَّها أمانةٌ من غير
شبهةٍ. وقيل: نزلت هذه الآية في أبي لُبابة حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قُريظة
لمَّا حاصرهم، وكان أهله وولده فيهم، فقالوا له: ما ترى لنا؟ أننزل على حكم
سعدٍ فينا؟ فأشار أبو لبابة إلى حلقه، أنَّه الذَّبح، فلا تفعلوا، وكانت منه خيانةً لله
ورسوله.
{ واعلموا أنَّما أموالكم وأولادكم فتنة } أَيْ: محنةٌ يظهر بها ما في النَّفس من اتِّباع
الهوى أو تجنُّبه، ولذلك مال أبو لبابة إلى قُريظة في إطلاعهم على حكم سعد؛
لأنَّ ماله وولده كانت فيهم { وإنَّ الله عنده أجر عظيم } لمن أدى الأمانة ولم
يخن.
{ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله } باجتناب الخيانة فيما ذُكر { يجعل لكم فرقاناً }
يفرق بينكم وبين ما تخافون، فتنجون { ويكفر عنكم سيئاتكم } يمحو عنكم
ما سلف من ذنوبكم { والله ذو الفضل العظيم } لا يمنعكم ما وعدكم على طاعته.