{ أولئك هم المؤمنون حقاً } صدقاً من غير شكٍّ، لا كإيمان المنافقين { لهم
درجات عند ربهم } يعني: درجات الجنَّة { ومغفرة ورزق كريم } وهو رزق
الجنَّة.
{ كما أخرجك } أيْ: امض لأمر الله في الغنائم وإن كره بعضهم ذلك؛ لأنَّ
الشُّبان أرادوا أن يستبدُّوا به، فقال الله تعالى: أعط مَنْ شئت وإن كرهوا، كما
مضيت لأمر الله في الخروج وهم له كارهون. ومعنى { كما أخرجك ربُّك من
بيتك } أمرك بالخروج من المدينة لعير قريش { بالحقِّ } بالوحي الذي أتاك به
جبريل { وإنَّ فريقاً من المؤمنين لكارهون } الخروج معك كراهة الطَّبع لاحتمال
المشقَّة؛ لأنَّهم علموا أنَّهم لا يظفرون بالعير دون القتال.
{ يجادلونك في الحق بعد ما تبيَّن } في القتال بعد ما أُمرت به، وذلك أنَّهم
خرجوا للعير، ولم يأخذوا أُهبة الحرب، فلمَّا أُمروا بحرب النَّفير شقَّ عليهم
ذلك، فطلبوا الرُّخصة في ترك ذلك، فهو جدالهم { كأنما يساقون إلى الموت وهم
ينظرون } أَيْ: لشدَّة كراهيتهم للقاء القوم كأنَّهم يُساقون إلى الموت عياناً.