ثمَّ نزل في أعاريب أسدٍ وغطفان: { الأعراب أشدُّ كفراً ونفاقاً } من أهل المدر، لأنَّهم أجفى وأقسى { وأجدر }
وأولى [وأحقُّ] { ألا يعلموا حدود ما أنزل الله } من الحلال والحرام.
{ ومن الأعراب مَنْ يتخذ ما ينفق مغرماً } لأنَّه لا يرجو له ثواباً { ويتربَّص بكم
الدوائر } وينتظر أن ينقلب الأمر عليكم بموت الرَّسول عليه السَّلام { عليهم دائرة
السوء } عليهم يدور البلاء والخزي، فلا يرون في محمد ودينه إلاَّ ما يسوءهم، ثمَّ
نزل في مَنْ أسلم منهم:
{ ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله } يتقرَّب
بذلك إلى الله عزَّ وجلَّ { وصلوات الرسول } يعني: دعاءه بالخير والبركة،
والمعنى: أنَّه يتقرَّب بصدقته ودعاء الرَّسول إلى الله { ألاَ إنّها قربة لهم } أَيْ: نورٌ
ومكرمةٌ عند الله.