خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
٥٠
إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَآ أَن كُنَّآ أَوَّلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ
٥١
وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيۤ إِنَّكُم مّتَّبَعُونَ
٥٢
فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ
٥٣
إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ
٥٤
وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ
٥٥
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ
٥٦
فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
٥٧
وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ
٥٨
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ
٥٩
فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ
٦٠
فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ
٦١
قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
٦٢
فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ
٦٣
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ
٦٤
وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ
٦٥
ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ
٦٦
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
٦٧
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ
٦٨
وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ
٦٩
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ
٧٠
قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ
٧١
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ
٧٢
أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ
٧٣
قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ
٧٤
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ
٧٥
أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ
٧٦
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ
٧٧
ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ
٧٨
وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ
٧٩
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
٨٠
وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
٨١
وَٱلَّذِيۤ أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ ٱلدِّينِ
٨٢
رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ
٨٣
وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ
٨٤
وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ
٨٥
وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ
٨٦
وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ
٨٧
يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ
٨٨
إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
٨٩
-الشعراء

النهر الماد

{ قَالُواْ لاَ ضَيْرَ } أي لا ضرر علينا في وقوع ما توعدتنا به من قطع الأيدي والأرجل والتصليب بل لنا المنفعة التامة بالصبر عليه يقال ضاره يضيره ضيراً وضاره يضوره ضوراً.
{ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا } أي إلى عظيم ثوابه أو لا ضير علينا إذا انقلابنا إلى الله تعالى بسبب من أسباب الموت والقتل أهون أسبابه.
{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيۤ إِنَّكُم مّتَّبَعُونَ } الآية أمر تعالى موسى عليه السلام أن يخرج ببني إسرائيل ليلاً من مصر إلى تجاه البحر وأخبر أنهم سيتبعون فخرج سحراً جاعلاً طريق الشام على يساره وتوجه البحر فيقال له في ترك الطريق فيقول هكذا أمرت فلما أصبح علم فرعون بسري موسى ببني إسرائيل فخرج في أثرهم وبعث إلى مدائن مصر لتلحقه العساكر وذكروا أعداداً في اتباع فرعون وفي بني إسرائيل الله أعلم بصحة ذلك.
{ إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ } أي قال: ان هؤلاء وصفهم بالقلة ثم جمع القليل فجعل كل حزب قليلاً جمع السلامة الذي هو للقلة وقد يجمع القليل على أقله وقلل والظاهر تقليل العدد والشرذمة بالجمع القليل المحتقر وشرذمة كل شىء بقيته الخسيسة وقال الجوهري الشرذمة الطائفة من الناس والقطعة من الشىء وثوب شراذم أي قطع ومعنى حذرون خائفون متحرزون منهم.
{ فَأَخْرَجْنَاهُمْ } الضمير عائد على القبط.
{ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } بحافتي النيل من أسوان إلى رشيد.
{ وَكُنُوزٍ } هي الأموال التي خزنوها.
{ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } قال ابن لهيعة هو الفيوم قال الزمخشري: كذلك يحتمل ثلاثة أوجه النصب على أخرجناهم مثل ذلك الإِخراج الذي وصفناه والجر على أنه وصف لمقام أي ومقام كريم مثل ذلك المقام الذي كان لهم والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذف أي الأمر كذلك انتهى الوجه الأول لا يسوغ لأنه يؤول إلى تشبيه الشىء بنفسه وكذلك الوجه الثاني لأن المقام الذي كان لهم هو المقام الكريم ولا يشبه الشىء بنفسه والظاهر أن مشرقين حال من الفاعل أي وقت إشراق الشمس.
{ فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ } أي رأى أحدهما الآخر.
{ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } أي ملحقون قالوا ذلك حين رأوا العدو القوي وراءهم والبحر أمامهم وساءت ظنونهم والكاف في ذلك للتشبيه وذلك إسم إشارة قال الزمخشري: يحتمل أن يكون المعنى أخرجناهم مثل ذلك الإِخراج "انتهى" وهذا لا يصح لأنه يؤول إلى تشبيه الشىء بنفسه والذي يظهر أنه إشارة إلى ما يفهم من قوله تعالى: { أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيۤ } فمعناه أخرج بهم من ديار مصر أي مثل ذلك الإِخراج لهم كان هذا الإِخراج لفرعون وقومه.
{ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي } زجرهم وردعهم بحرف الردع وهو كلا والمعنى لن يدركوكم لأن الله تعالى وعدكم النصر والخلاص منهم.
{ سَيَهْدِينِ } عن قريب إلى طريق النجاة ويعرفنيه وسيكفيني أمرهم ولما انتهى موسى إلى البحر قال له مؤمن آل فرعون وكان بين يدي موسى عليه السلام أين أمرت وهذا البحر أمامك وقد غشيك آل فرعون قال أمرت بالبحر ولا يدري ما يصنع فأوحى الله تعالى إليه أن اضرب بعصاك البحر وثم محذوف تقديره فضرب فانفلق فضرب موسى بعصاه فصار فيه اثنا عشر طريقاً لكل سبط طريق وأراد تعالى أن يجعل هذه الآية متصلة بموسى عليه السلام ومتعلقة بفعل فعله ولكنه بقدرة الله تعالى إذ ضرب البحر بالعصا لا يوجب انفلاق البحر بذاته ولو شاء تعالى لفلقه دون ضربه بالعصا وتقدم الخلاف في مكان هذا البحر والفرق الجزء المنفصل والطود الجبل العظيم المنطاد في السماء.
{ وَأَزْلَفْنَا } أي قربنا.
{ ثَمَّ } أي هناك وثم ظرف مكان للبعيد.
{ ٱلآخَرِينَ } أي قوم فرعون أي قربناهم ولم يذكر من قربوا منه فاحتمل أن يكون المعنى قربناهم حيث انفلق البحر من بني إسرائيل أو قربنا بعضهم من بعض حتى لا ينجو أحد أو قربناهم من البحر والآخرين فرعون وقومه.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } لعلامة واضحة عاينها الناس وشاع أمرها والذي يظهر أن قوله:
{ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم } أي أكثر قوم فرعون وهم القبط إذ قد آمن من السحرة ناس وآمنت آسية امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون وعجوز اسمها مريم.
{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ } الآية لما كانت العرب لها خصوصية بإِبراهيم عليه السلام أمر الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام أن يتلو عليهم قصصه وما جرى له مع قومه ولم يأت في قصة من قصص هذه السورة أمره عليه الصلاة والسلام بتلاوة سورة إلا في هذه والعامل في إذ نبأ والظاهر أن الضمير في قومه عائد على إبراهيم وقيل على أبيه أي وقوم أبيه كما قال إني أراك وقومك في ضلال مبين وما استفهام بمعنى التحقير والتقرير وقد كان إبراهيم عليه السلام يعلم أنهم عبدة أصنام ولكن سألهم ليريهم أن ما كانوا يعبدونه ليس مستحقاً للعبادة لما يترتب على جوابهم من أوصاف معبوداتهم التي هي منافية للعبادة ولما سألهم عن الذي يعبدونه لم يقتصروا على ذكره فقط بل أجابوا بالفعل ومتعلقة وما عطف عليه من تمام صفتهم مع معبودهم فقالوا:
{ نَعْبُدُ أَصْنَاماً } على سبيل الابتهاج والافتخار فأتوا بقصتهم معهم كاملة ولم يقتصروا على أن يجيبوا بقولهم أصناماً ولما أجابوا إبراهيم عليه السلام أخذ يوقفهم على قلة عقولهم باستفهامه على أوصاف مسلوبة عنهم لا يكون ثبوتها إلا لله تعالى ومعنى يسمعونكم إذ تدعون أي يجيبونكم كقوله سمع الله لمن حمده والعامل في إذ يسمعونكم قال ابن عطية: ويجوز فيه قياس مدكر ولم يقرأ به أحد والقياس أن يكون اللفظ به ان يدعون والذي منع من هذا اللفظ كثرة المتماثلات "انتهى" هذا الذي ذكره من أنه يجوز فيه قياس مدّكر لا يجوز لأن ذلك الإِبدال هو إبدال التاء وإلا لا يكون إلا في افتعل مما فاؤه ذال أو زاي أو دال نحو أذكر وازدجر وادهن أصله إذ تكر وازنجر وادتهن أو جيم شذوذاً قالوا جد مع في اجتمع ومن تاء الضمير بعد الزاي والدال ومثلوا بتاء الضمير للمتكلم فقالوا في فزت فزد وفي جلدت جلد ومن تاء تولج شذوذاً قالوا دولج وتاء المضارعة ليس شيئاً مما ذكرنا فلا تبدل تاؤه دالاً وقول ابن عطية: والذي منع من هذا اللفظ ألح يدل على أنه لولا ذلك لجاز إبدال تاء المضارعة ذالاً وإدغام الدال فيها فكنت تقول في إذ تخرج إذ دخرج وذلك لا يقوله أحد بل إذا أدغم مثل هذا أبدل من الذال تاء وأدغم في التاء فتقول أتخرج.
{ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ } بقربكم إليهم ودعائكم إياهم.
{ أَوْ يَضُرُّونَ } بترك عبادتكم إياهم فإِذا لم ينفعوا ولم يضروا فما معنى عبادتكم لها.
{ قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ } هذه جيدة عن جواب الاستفهام لأنهم لو قالوا يسمعوننا ولا ينفعوننا ويضروننا فضحوا أنفسهم بالكذب الذي لا يمترى فيه ولو قالوا ما يسمعوننا ولا ينفعوننا ولا يضروننا أسجلوا على أنفسهم بالخطأ المحض فعدلوا إلى التقليد البحت لآبائهم في عبادتها من غير برهان ولا حجة والكاف في موضع نصب بيفعلون أي يفعلون في عبادتهم تلك الأصنام مثل ذلك الفعل الذي نفعله وهو عبادتهم والحيدة عن الجواب من علامات انقطاع الحجة وبل هنا إضراب عن جوابه لما سأل وأخذ في شىء آخر لم يسألهم عنه انقطاعاً وإقراراً بالعجز.
{ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ } وصفهم بالأقدمين دلالة على تقادم عبادة الأصنام فيهم إذا كانوا قد عبدوها في زمان نوح عليه السلام وزمان من بعده.
{ ٱلَّذِي خَلَقَنِي } بقدرته.
{ فَهُوَ يَهْدِينِ } إلى طاعاته والظاهر أن قوله:
{ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ } الطعام المعهود والسقي المعهود وفيه تعويد نعمة الرزق ولما كان الخلق لا يمكن أن يدعيه أحد لم يؤكد فيه بهو فلم يكن التركيب الذي هو خلقني ولما كانت الهداية قد يمكن إدعاؤها والإِطعام والسقي كذلك أكد بهو في قوله فهو يهدين والذي هو يطعمني وذكر بعد نعمة الخلق والهداية ما تدوم به الحياة ويستمر نظام الخلق وهو الغذاء والشراب ولما كان ذلك سبباً لغلبة إحدى الكيفيات على الأخرى بزيادة الغذاء أو نقصانه فيحدث بعد ذلك مرض ذكر نعمته بإِزالة ما حدث من السقم وأضاف المرض إلى نفسه ولم يأت التركيب وإذا أمرضني لا ينبغي أن يسند ما فيه ناد إليه تعالى وذلك على سبيل الأدب وان كان تعالى هو الفاعل لذلك وإبراهيم عليه السلام عدد نعم الله تعالى والشفاء محبوب والمرض مكروه ولما لم يكن المرض منها لم يضفه إلى الله تعالى ولما كانت الإِماتة ثم البعث لا يمكن إسناده إلا إلى الله تعالى لم يحتج إلى توكيد ودعوى نمروذ الإِماتة والإِحياء هي منه على سبيل المخرقة وكذلك لم يحتج إلى تأكيد في والذي أطمع وقدم إبراهيم عليه السلام الثناء على الله تعالى وذكره بالأوصاف الحسنة بين يدي طلبته ومسألته ثم سأله تعالى:
فقال { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً } فدل أن تقديم الثناء على المسألة من المهمات والظاهر أن الحكم هو الفصل بين الناس بالحق.
و{ لِسَانَ صِدْقٍ } هو الثناء وتخليد المكانة وأعظم ذلك ما في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم * ولما فرغ من مطالب الدنيا والآخرة لنفسه طلب لأشد الناس التصاقاً به وهو أصله الذي كان ناشئاً عنه وهو أبوه فقال:
{ وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ } { وَلاَ تُخْزِنِي } اما من الخزي وهو الهوان واما من الخزاية وهي الحياء والضمير في:
{ يُبْعَثُونَ } ضمير العباد.
{ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ } بدل من يوم يبعثون.
{ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } أي كما ينفع في الدنيا يفديه ماله ويذب عنه بنوه قال ابن عطية: وهذه الآيات في قوله يوم لا ينفع مال ولا بنون عندي منقطعة من كلام إبراهيم عليه السلام وهي إخبار من الله عز وجل بصفة ذلك اليوم الذي وقف إبراهيم عليه السلام عنده في دعائه أن لا يخزي فيه "انتهى".
كان ابن عطية قد أعرب يوم لا ينفع بدلاً من يوم يبعثون وعلى هذا لا يتأتى هذا الذي ذكره من تفكيك الكلام وجعل بعضه من بعض كلام إبراهيم وبعضه من كلام الله تعالى لأن العامل في البدل على مذهب الجمهور فعل آخر من لفظ الأول أو الأول وعلى كلا التقديرين لا يصح أن يكون من كلام الله أن يصير التقدير ولا تخزني يوم لا ينفع مال ولا بنون والظاهر أن الاستثناء منقطع أي لكن من أتى الله بقلب سليم ينفعه سلامة قلبه.