خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ
١٠١
-هود

تيسير التفسير

{ ومَا ظَلمْنَاهُمْ } بإِهلاكهم بلا ذنب فإِنا أَهلكناهم بذنوبهم، والضمير للقرى على أَنه عبر بلفظ القرى عن أَهل مجازا أَو حقيقة كما هو قول، أَو للمضاف المحذوف أَى من أَنباءِ أَهل القرى، أَو لما دل عليه القرى، ولو بلا تقدير أَو على الاستخدام بأَن ذكر القرى مرادة بنفسها ورد عليها الضمير بمعنى ساكنيها { وَلَكِنْ ظلَمُوا أَنْفُسَهُمْ } إِذ جروا إِليها الهلاك بشركهم وسائِر معاصيهم { فمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهتُهُمُ } عطف على محذوف أَى أَهلكناهم فما أَغنت، أَى وجهنا الإِهلاك إِليهم فما دفعته آلهتهم { الَّتِى يدْعُون مِنْ دُونِ اللهِ } يعبدونها، أَو يطلبون منها حوائِجهم إِذ عدوها آلهة { مِنْ شَىْءٍ } أَى إِغناءً أَو مفعول به، أَى ما دفعت شيئاً من العذاب، وهذا أَولى من جعل ما استفهاما إِنكاريا لأَنه على الأَصل المتبادر بلا داع إِلى الصرف عنه، وعلى كل حال من صلة { لَمَّا جَاءَ } جاءَهم { أَمْرُ رَبِّكَ } أَمرر من أُموره وهو الإِهلاك، وهذا أَولى من أَن يقال أَمره الملائِكة بتوجيه العذاب على أَنه ضد النهى { وَمَا زَادُوهُمْ } زادتهم وعبر عنها بضمير الذكور العقلاءِ وهو الواو لاعتقادهم فيها أَنها بمنزلة الذكور العقلاءِ { غَيْرَ تَتْبِيبٍ } تخسير جاءَتهم منه مضرة حين رجوها للنفع، ومجىءُ الشر من حيث يطمع الخير أَشد فى الخسران والتضعيف للتعدية، أَى تببتهم أَوقعتهم فى التباب أَو للمبالغة، أَى غير هلاكهم، ومعنى الزيادة أَنهم يهلكون بإِنكار الله أَو الأَنبياءِ والكتب ولو بلا عبادة أَصنام فزادتهم عبادتها هلاكا أَو زيادتها لهم إِنكارها أَن ترضى بالعبادة وتعذيبهم بها فى النار.