خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
١٥
-هود

تيسير التفسير

{ مَن كَانَ يُرِيدُ } من المشركين والموحدين، وقيل المراد المشركون لكن يعتبر فى المعنى عموم اللفظ، وكذا فى القول بأَنها فى المرائِين { الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } مطلق الحياة ضد الموت { وَزِينتَها } الأَموال والصحة والعز والجاه والرياءُ والأَولاد، أَو الحياة الدنيا المال والصحة وزينتها الجاه والعز وما يفتخر به كالأَولاد واللباس الحسن والمسكن البديع والرياسة، ويريد بمعنى يحب الدنيا خاصة ولا بد من أَن يكون قد عمل فيها طاعة أَو مكارم الأَخلاق فقال { نُوفِّ إِليْهِمْ } عدى بإِلى لتضمن معنى نوصل { أَعْمَالَهُمْ فِيهَا } ثواب أَعمالهم فحذف المضاف أَو الأَعمال نفس الثواب تسمية للمسبب باسم السبب، أَى نعطهم ما أَرادوا من ذلك عوضاً فيدخلوا الآخرة بلا عمل حسن، أَو المعنى من كان يريد بعمله { وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُون } لا ينقصون شيئاً من ثواب أَعمالهم وقدم فيها للفاصلة، وهذه الآية مقيدة بالمشيئة التى ذكرت فى الآية الأُخرى " { من كان يريد العاجلة عجلنا له ما نشاءُ لمن نريد } "[الإِسراء: 18] ومقيدة بمن نريد فى الآية الأُخرى حتى قيل إِنها منسوخة بهذه الأُخرى ولا نسخ فى الأَخبار، والتقييد ليس نسخاً ولا سيما التقييد بمشيئة الله تعالى لأَنه شىءٌ يراد فى كل أَمر من الأُمور، ولا سيما فى كلامه تعالى فهى مذكورة ولو لم يذكر.