خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ
٣٥
-هود

تيسير التفسير

{ أَمْ يقُولُونَ } أَى بل أَيقولون كفار مكة أَو بل يقولون { افْتَرَاهُ } أَى القرآن، وذلك أَن قصة نوح كلها معترضة تقوية فى شأْن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه كما اعترض بين قصة إِبراهيم فى سورة العنكبوت بقوله عز وجل: " { وإِن تكذبوا فقد كذب أُمم من قبلكم } "[العنكبوت: 18] ثم رجع الكلام بعد هذا إِلى نوح إِذ قال، وأُوحى إِلى نوح فيجوز أَن يعود ضمير افترى لنوح والهاءُ لما يقوله من الوحى { قُلْ إِنِ افْتَريْتُهُ فَعَلَىَّ إِجْرَامِى } كسبى أَى جزاءُ كسبى، وإِجرامى جزائِى تسمية اللازم المسبب وهو الجزاءُ باسم المسبب الملزوم، وكسبه هو افتراؤُه حاشاه أَن يفترى، والمعنى إِن يحقق أَنى افتريته فيما مضى فعلى إِجرامى لا عليكم { وَأَنَا بَرِىءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } مما تجرمونه أَى تكسبونه أَو من إِجرامكم أَى من جزاءِ إِجرامكم أَو جزاءِ ما تجرمون، أَو مما ترتبونه على أَنفسكم من العذاب، والمعنى، وإِن كنت صادقاً فكذبتمونى فأَنا برىءٌ مما تجرمون على، وأَراد بإِجرام نوح جميع ذنوبه فيدخل فيها أَولا وبالذات ما ادعوه عليه من الكذب على الله بالرسالة على زعمهم حاشاه وبإِجرامهم ذنوبهم كلها فيدخل فيها أَولا وبالذات ذنوبهم بتكذيب نوح، ويجوز أَن يراد بإِجرام نوح ذنبه بالكذب على الله بالرسالة على زعمهم حاشاه وبإِجرامهم ذنبهم بتكذيب نوح.