خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ
٥٠
-هود

تيسير التفسير

{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً } عطف على نوحاً إلى قومه عطف معمولين على معمولى عامل واحد، وهوداً عطف بيان وجاز ذلك العطف مع طول الفصل لظهور المعنى، واختار بعض تقديم أرسلنا، ووجهه طول الفصل مع أَنه يحضر فى القلب تقدير أرسلنا، ولو لم يحضر فى القلب آية نوح، ولكن يبقى أَو الواو عاطفة لما علمت أَن الواو لا تكون للاستئْناف فلا تجد معطوفاً عليه أَنسب من قوله نوحاً إِلى قومه فعدنا إلى الوجه الأَول، والواحد من القبيلة يسمى أَخاها كما تقول لرجل من العرب يا أَخا العرب، وعاد أَبو القبيلة منها هود، ومن ذرية سام وبين هود ونوح ثمانمائة سنة وعاش أَربعمائة سنة وأَربعا وستين { قَالَ يَا قَوْمِ } النداءُ استعطاف { اعْبُدُوا اللهَ } لا تعبدوا غيره ولا تعبدوه مع غيره بل وحده، وعلل ذلك بقوله { مَا لكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } نعت على محل إِله كما يدل له قراءَة الكسائى بالجر كيف تعبدون من ليس بإِله { إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } كاذبون فى قولكم إِن الأَصنام تستحق العبادة وإِنها تشفع لكم وإِن الله أَمركم بها أَو رضيها، وكاذبون فى أَفعالكم من عبادة غير الله وسائر معاصيكم فإِن الافتراءَ كالكذب يستعمل فى القول والفعل.