خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ
٦٤
-يوسف

تيسير التفسير

{ قَالَ } أَبوهم يعقوب، وقد قال مالكم سلمتم على سلاماً ضعيفاً، ومالى لم أَسمع فيكم صوت شمعون { هَلْ ءَامَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ } يوسف، قال بعض المتأَخرين لا يؤتى لهل بمعادل، لا يقال هل كان كذا أَو لم يكن، وهل قام زيد أَو قعد؟ إِلا إِن كانت بمعنى الهمزة، أَو جعل أو للإِضراب { مِنْ قَبْلُ } ما أَمنى لكم عليه إِلا كأَمنى لكم على يوسف من كونه واقعاً على خداع منكم وخطر رجع إِلى إِضرار، ومع هذا فإنى أُرسله معكم توكلا على الله - عز وجل - بشرط أَن تردوه على إِلا أَن يحاط بكم، كما يأَتى، ولما توكل عليه قال الله له: لأَردنهما عليك إِذ توكلت على، ودل على إِرساله بقوله: { فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُو أَرْحمُ الرَّاحِمِينَ } فأَرجو رحمته، وهو من كلام يعقوب، قال: أَرجو أَن لا يجمع على مصيبتين، مصيبة بيوسف وأُخرى ببنيامين،أَو ثلاث بشمعون، إِذ قال ذلك بعد إِخبارهم ببقاءِ شمعون، ودعاه إِلى إِرساله معهم مع فعلهم بيوسف شدة الزمان بالقحط مع أَنه رأَى منهم إِحساناً بعد يوسف إِليه، وأَنه لم ير من حسدهم لبنيامين مثل ما رأَى منهم من الحسد ليوسف.