خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَٱرْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
٩٦
-يوسف

تيسير التفسير

{ فَلَمَّأ أَنْ جَاءَ } قبل وصول العير { الْبَشْيرُ } يهوذا بالقميص قال: أَنا أَحمل إِليه القميص هذا لأُفرحه به كما أَحزنته برفع قميص يوسف الملطخ بالدم، يقال ذهب به حافياً مكشوف الرأْس يسرع، وزاده سبعة أرغفة لم يتسوف أكلها حتى أتى أباه، والمسافة ثمانون فرسخاً أَو غيرها، سبق العير فارقهم من حين وصلوا العريش أو من حين انفصلوا عن عمران مصر، وقيل: البشير الجائِى مالك بن ذعر رجل من عرب البدو، والصحيح مامر، ويرده قوله: فأَلقوه على وجه أبى { أَلْقَاهُ عَلَى وجْهِهِ } وجه يعقوب، وضمير القى للبشير، وقيل ليعقوب وهو أنسب بالأَدب، ورجح الأَول بقوله: فأَلقوه على وجه أبى،ولما ألقى على وجهه دخل ريحه أنفه، وقيل: الوجه عيناه لأَنهما فيه وهما بعضه، وقيل الوجه جسده، عبر بالبعض عن الكل { فَارْتَّد } بالله أو مع واسطة تحرك القوة فيه { بَصِيراً } صار بصيراً بعد العمى، أَو صار كامل البصر بعد نقصه، أو بعد كونه كالأَعمى لكثرة الدموع أوجع من العمى أو من كماله أو من شبهه، فعلمه يعقوب كلمات ورثها من أَبيه إسحاق وإسحق من أبيه إِبراهيم: يا لطيف فوق كل لطيف، الطف بى فى أُمورى كلها، كما أحب وأرضى فى دنياى وآخرتى، وسأل البشير: كيف يوسف؟ قال: ملك مصر، فقال: ما أَصنع بالملك؟ على أَى دين تركته؟ قال: على دين الإسلام، قال: الآن تمت النعمة، وما وجدت ما أَكافئُك به وما اختبزنا سبعة أَيام، ولكن هون الله عليك سكرات الموت { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أَلَم أَقل مقول لكم" { اذهبوا فتحسسوا } "[يوسف: 87] إِلخ أَو أَلم أَقل لكم إنى لأَجد ريح يوسف، أَو أَلم أقل لكم لا تيأَسوا إلخ، ومعنى أَعلم من الله إِلخ، أَعلم من سعة رحمة الله ما لاتعلمون أَو أَعلم بالوحى ما لا تعلمون من اجتماعى بيوسف، وأَنه حى ورؤْياه صادقة منتظرة، والخطاب لمن عنده قبل، وقيل لابنه القادم، والجمع تعظيم، أَو لأَنه معتبر مع إِخوته، أَو هذا المقال بعد حضورهم.