خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلْحُسْنَىٰ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ
١٨
أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
١٩
-الرعد

تيسير التفسير

{ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا } خبر المبتدإِ الذى هو الحسنى؛ أَى للمؤمنين الذين استجابوا { لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى } أَو متعلق بيضرب، والحسنى مفعول مطلق، أَى استجابوا الاستجابة الحسنى { وَالَّذِينَ } للكفار الذين { لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ } عطف على الذين، أَو مبتدأُ خبره قوله { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِى الأَرْضِ جمِيعاً وَمِثْلَهُ } من الأَموال، أَو ما فى الأَرض مطلقا صار لهم مالا { مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ } والأَول أَولى لأَن ضرب الأَمثال فيه غير مفيد كما وقع فى غير هذه الآية غير مفيد، ويدل على أَن المراد بالأَمثال المثلان أَنه لم يقل كذلك يضرب الله الأَمثال للناس، أَو لقوم يعقلون كما قال: " { وتلك الأَمثال نضربها للناس } "[العنكبوت: 43، الحشر: 21] ومعنى { لافتدوا به } أَنه يهون عليكم كله فيتركونه فداءً مع أَنه لا يقبل عنهم، وليست لو للتمنى بدليل اللام فى قوله: "لافتدوا به" فلا تهم { أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ } هو على ظاهره؛ أَى فظاعة الحساب، أَو الحساب السوءِ أَى السىءُ، فأُضيف النعت إِلى المنعوت، يحاسبون حسابا عسيراً لا يغفر لهم ذنب ولا هم به، صغير ولا كبير، وفى البخارى ومسلم عنه صلى الله عليه وسلم: " من نوقش فى الحساب عذب" { وَمَأْوَاهُمْ } مرجعهم { جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } أَى المستقر، شبه بالفراش الذى يمهد أَو تهكم به، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هى، أَو مهادهم، ونزل فى أَبى جهل لعنه الله وحمزة رضى الله عنه قوله تعالى:
{ أَفَمَن يعْلَمُ أَنَّمآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ } لا غيره وهو حمزة رضى الله عنه وغيره لأَن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب { كَمَنْ هُوَ أَعْمى } أَعمى القلب أَو كفاقد البصر لا يستبصر ولا يستجيب، والاستفهام إِنكار، لا يميز الحق من الباطل وهو أَبو جهل وغيره للعمل بعموم اللفظ { إِنَّمَا يَتَذَكَّّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ } العقول المكتسبة لا أَصحاب العقول التى لم تستعمل فبقيت على متابعة ما أَلفوه وموانع الوهم.