خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ
٤٢
-الرعد

تيسير التفسير

{ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } احتال الكفار قبلهم على أَنبيائِهم والمؤمنين بالسوءِ كما احتال عيك قومك وعلى المؤمنين فتسل، ولم يؤَثر احتيالهم، كذلك لا يؤثر احتيال قومك فلا عبرة به؛ لأَن المكر لله جميعاً كما قال: { فَلِلَّهِ المْكْرُ جَمِيعاً } لا شىء من تأْثيره لغيره فلا يؤثر ما لم يرد الله أَن يؤثر، أَو لله المجازاة على المكر، أَو المكر التأْثير نفسه لأَنه مسببه، والأَول أَولى، وقد مكر نمروذ بإِبراهيم عليه السلام وفرعون بموسى عليه السلام واليهود بعيسى عليه السلام، وما أَثر فى بعض الأَنبياءِ والمؤمنين فبقضاءِ الله. { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } لا يخفى عنه شىءٌ، والكفار غافلون، فيحضر لهم العقاب من حيث لا يعلمون، وهذا من أَشد المكر، للمؤمنين فى ذلك ثواب صبرهم وأَعمالهم يجدونه أَحوج ما يكونون إِليه، وظهور عقاب الكافرين أَيضا كأَنه مكر من المؤمنين يتشفون به { وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ } عقباها الجنة للنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين أَم لهم.