خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ
٢٤
-إبراهيم

تيسير التفسير

{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طِيبَةً } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أَولى أَن يكون لكل من يصلح لأَن الأصل فيه التعيين، ولأَن ما للنبى فى الجملة للكل، والرؤية علمية بدليل تعليقها بالاستفهام، لكن تعلق البصرية أَيضا تقول: انظر إِلى موضع كذا هل فيه كذا، فيجوز أَن تكون هنا بصرية مجازا تنزيلا للعلم منزل المحسوس مبالغة، ومثلا مفعول ثان وكلمة أَول، أَى كيف صير كلمة طيبة مثلاً، أَو متعد لواحد بمعنى وضع، وكلمة بدل أَو بيان على جوازه فى النكرة من مثلا، والمراد كالمثل فى الغرابة، والكلمة الطيبة لا إِله إِلا الله، أَو كل كلمة حسنة كالتسبيح والتحميد والاستغفار والتوبة والقرآن ودعوة الإِسلام، وكل ما أَعرب عن حق أَو دعا إلى صلاح، وقيل: المؤمن، كما أُطلق على عيسى أَنه كلمة، والأَولى ما تقدم، ووجه الشبه أَن كلمة الشهادة رسخت فى القلب كرسوخ الشجرة، ويتفرع عليها الأَعمال الصالحة كتفرع ثمار الشجرة { كَشَجَرَةٍ } نعت لكلمة أَو حال، أَو هى كشجرة أَو جعلها كشجرة، وعليهما تكون تفسيرا لضرب المثل، أَو بدل على أَن كلمة بدل أَو بيان لمثلا وكشجرة مفعول ثان، قوله: ومثل كلمة خبيثة لأَن مثل مبتداٌ وكشجرة خبر { طَيِّبَةٍ } هى النخلة كما فسرها بها صلى الله عليه وسلم بعد ما سأَلهم عنها، وفهمها عبد الله ابن عمر فلم ينطق بها حياءً، ولعلهم لم يسارعوا إِليها لتبادر اسم الشجرة إلى غيرها، أَو لأَنها لو أَريدت لم يختبر أَفهامهم بها لمشاهدتها فى البلد وكثرتها ولولا ذلك لفسر بمطلق الشجر الطيب المثمر كالنخلة وشجرة الرمان والعنب والتين، وقيل: شجرة جوز الهند، أَو شجرة طوبى كما قيل بهما { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } راسخ فى الأَرض بالعروق { وَفرْعُهَا } أَعلاهما كما لأَعلى الجبل أَنه فرعه، وإِن أُريد فروعها وهو الغصون التى هى هنا الجرائِد، فالإِضافة للحقيقة أَو للاستغراق فصح لما فوق الواحد { فِى السَّمَاءِ } فى جهة السماءِ أَو جهة العلو، أَنزل الله الآية على ما علم منا، وهو خلق له أَنا ننزع الجرائِد اليابسة وننزع الخضرة أَيضا للحاجة فيكون أَعلاها جرثومة فى الجو، ولو تركت بلا نزع لم يختص أَعلاها بذك فتكون كشجر السرو.