خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
٥
-إبراهيم

تيسير التفسير

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا } إِلى فرعون وقومه { مُوسَى بِآياتِنَا } اليد والعصا ونحوهما من التسع ومنها الطمس، وبلغ الرسالة، وصبر على أَذاهم، فافعل كذلك { أَن أَخْرِجْ قَوْمَكَ } من أَشرك من بنى إسرائيل أَو فسق، أَو المراد تذكير الكل ووعظه بإِثبات المؤمن، أَن قومه هم بنو إسرائِيل والقبط؛ لأَنهم أَيضاً قومه بالإِرسال إِليهم { مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } من الشرك والمعاصى إِلى التوحيد والعمل الصالح، وأَن مفسرة لأَن الإرسال فيه معنى القول دون حروفه، لا مصدرية مقدرة بالباءَ قبلها كما شهر لأَنه لا خارجاً للأَمر يسلط عليه معنى الباء، وقولك أَمرناه بإِخراج قومه إِخبار، وقوله: أَخرج قومك إِنشاءٌ، وليس إِخراجهم خارج أَخرج، ففى قولنا: أَخرجتهم، وأَخرجهم الآن أَو غدا خارج ولا خروج ماضياً ولا حاضرا، ولا مستقبلا فى أَخرج بصيغة الأَمر وإِنما يكون له خارج إِذا أَخرجهم { وَذَكِّرْهُمْ } ذكر يا موسى قومك { بأَيَّام اللهِ } شدائده الشبيهة بالحروب المسماة بالأَيام كيوم ذى قار ويوم الفجار ويوم مضة، وأُضيفت إِلى الله لأَنه موجبها كإِغراق قوم نوح وإِهلاك عاد وثمود ونمرود، وذلك من جملة ما قال لموسى، وقيل عنه صلى الله عليه وسلم: "أَيام الله نعمه" ، وقيل: نعمه ونقمة، وعلى كل حال سميت بأَيام لوقوعها فيها، والتفسير الأَول أَنسب بالمقام، لكن قوله: " { اذكروا نعمة الله } " يناسب الثانى، ولذلك جمعها القول الثالث { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآياتٍ } دلائل { لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } من كلام الله أَو مما أُرسل به موسى والإِشارة إِلى التذكير، والصبر على ما يشق، والشكر على ما يلذ، وقيل: الصبار الشكور المؤمن عبر عنه بهما لأَن فيه مضمونهما وهو عنوانه، وللتهييج إلى المبالغة فى الصبر والشكر، وإِذا تفكر فيما جرى لمن مضى تنبه للإِيمان مع المبالغة فيهما فذلك معنى الدلائل، وذكر المؤمن لأَنه المنتفع بالآيات لتفكره فيها دون غيره، وقدم الصبر لأَنه مفتاح الفرج، والفرج يقتضى الشكر ولأَنه من التروك، يقال: صبرت الدابة أَى حبستها.