خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ
١٧
إِلاَّ مَنِ ٱسْتَرَقَ ٱلسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ
١٨
-الحجر

تيسير التفسير

{ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَان رَّجِيمٍ } بالشهب أجرام محرقة تشبه الكواكب، أَو بالكواكب فترجع إلى محالها على أَنها صغار، أَن يشعل منها، ولو كانت فى الفلك الثامن، والله قادر مقدر كما قال:
{ إِلاَّ منِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } واستراق السمع اختطافه بالعلم من أَوضاع الكواكب وحركاتها، أَو بالسمع تحقيقاً من الملائِكة، والأَول على أَن الكواكب تحت السماءِ، والاستثناءُ منقطع، إِذ لا معنى لأَن تحفظ من كل شيطان دخولا إلا استراق السمع فإِن الحفظ يكون من دخولها، لما بعث عيسى عليه السلام منعوا من الثلاثة العلا، ولما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منعوا من الأَربع السفلى، ومن استرق السمع لا يشمله كل شيطان رجيم، واستراق السمع لا يخرج السماءَ عن كونها محفوظة من دخولهم، ويجوز متصلا على معنى حفظناها من قرب كل شيطان رجيم إِلا قرب من استرق، ويجوز أَن يكون من بدلا من كل لأَن الحفظ نفى، كأَنه قيل: لا يقربها شيطان إلا من استرق، ومعنى أتبعه تبعه أو لحقه والشهاب شىء شبيه بالكواكب فيسمى كوكباً، وقيل غير ذلك كما من قريبا، ومعنى مبين ظاهر للمبصرين، وكانت الشياطين ترمى بالنجوم قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما بعث كثرت وعظم أَمرها، وأجاز بعض أَن تكون قبله غير رجم، قيل: تتراكب فيرجم أَعلاها ويلقى ما سمع للذى تحته فيبلغه ويزيد فيه، وأَما هو فإِما أَن يموت، إِما أَن يحترق كله أو بعضه، أَو مثقوب، وإِنما تسمع الشياطين من ملائِكة تحت السماءِ يذكرون ما قضى الله، وقيل: من فوقهم وينفذ صوتهم من تحتها بقدرة الله عز وجل، وهم ليسوا ناراً محضة فأَمكن إِحراقهم بالنار، ويجترئون على السمع مع مشاهدة الإِحراق طمعاً فى النجاة.