خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ
٤١
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ
٤٢
-الحجر

تيسير التفسير

{ قَالَ هَذَا } أى الإخلاص أو اختيارى عباداً لطاعتى ولا يؤثر فيهم كيدك وهذا الاستثناءُ { صِرَاطٌ عَلىَّ } طريق أُراعيه ولا يتخلف كأَنه واجب، ولا واجب على الله، أَو على بمعنى إلى، وأبقى المعتزلة على على ظاهرها من الوجوب؛ لأَنهم أَوجبوا على الله الأصلح { مُسْتَقِيمٌ } لا انحراف فيه ولا عنه، ويجوز أن يكون اسم الإشارة عائِدا إلى ما ذكر بعد وهو معنى قوله:
{ إِنَّ عِبَادِى لِيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } العباد على العموم فالاستثناءُ متصل، ويجوز أَن يراد بالعباد العباد المخلصين، فالاستثناءُ منقطع، أَى لكن من تبعك من الغاوين لك عليهم تسلط بالوسوسة المتأَثرة فيهم فقط، لا فى المخلصين، ولا إجبار لك عليهم بنحو خنق أو شنق، بل غوايتهم باختيارهم، والسلطان التسلط
" { وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى } "[إبراهيم: 22] وفى جعل الاستثناءِ متصلا استثناءٌ لأَكثر، وفيه خلاف، وذلك أن الغاوين أكثر من المخلصين، وأَجاز قوم استثناءُ النصف، وأَقل، وأَجاز قوم استثناءَ الأَكثر، ومنع آخرون استثناء النصف وأَكثر، وأجاز ما دون النصف وهو الأَصل، والآية تصديق لإبليس فى قوله: إلا عبادك منهم المخلصين، فالمخلصون قول إبليس: إلا عبادك منهم المخلصين هم العباد فى قوله عز وجل: إن عبادى، على أن الاستثناء منقطع، والآية أيضا تكذيب لما أُوهم كلام إبليس من أنه يجبرهم على الغواية، وإذا أُريد بعبادى العباد المخلصون فالإضافة للتشريف.