خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٣٢
-النحل

تيسير التفسير

{ الَّذِين تَتَوفَّاهُمُ الْمَلاَئِكة طَيِّبِينَ } خالين عن الكفر والمعاصى، وهو مقابل لقوله: " { ظالمى أنفسهم } " [النحل: 28] فهو كقولك خالين عن ظلم أنفسهم بالكفر والمعاصى، أو قدره خالين عن ذلك الظلم أَو طيبين بالبشارة بالجنة أَو بالإٍفضاءِ إِلى الحبيب سبحانه وتعالى بالموت وهو نعت للمتقين، وإِن جعل مبتدأَ فخبره قوله: { يَقُولُون } والرابط محذوف أى يقول الملائِكة لهم عند التوفى { سَلاَمٌ عَليْكُمْ } وعند الفراغ من الحساب والتسريح من الموقف { ادخُلُوا الْجنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وإذا لم نجعل الذين مبتدأَ فيقولون حال من الملائِكة، ويجوز أَن يكون القول فى الآخرة فتكون الحال مقدرة لأَن يوم القيامة أَو سؤال القبر لم يحضر وقت التوفى، والسعيد يدخل الجنة بروحه أو إن مات شهيدا، أَو إِلا أخرج له النعم إلى باب الجنة. أو المراد ادخلوا الجنة إذا بعثتم، أَو الموت على السعادة يعد دخولا للجنة بالروح والبدن، روى مالك وابن جرير الطبرى والبيهقى عن محمد بن كعب القرظى: إذا أَشرف العبد المؤمن على الموت جاءَه ملك فقال: السلام عليك يا ولى الله، الله يقرأَ عليك السلام. وبشره بالجنة،والأَظهر أن السلام المذكور فى الآخرة فى المحشر لأَنه أنسب بقوله: { ادخلوا الجنة } إلخ بلا حاجة إلى تقدير قول ولا إلى جعل الحال مقدرة بل يقولون مستأْنف مسلط على ما بعده إلى يعلمون وعليه اقتصر أبو حيان فيكون الحديث فى السلام عند التوفى، والآية فى السلام فى الآخرة من الملائكة مطلقا ومن خزنة الجنة قبل دخول المؤمنين الجنة، ومن السلام فى التوفى قوله تعالى " { إن الذين قالوا ربنا الله } " [فصلت: 30] إلى " { وأَبشروا بالجنة التى كنتم توعدون } "[فصلت: 30] ومن سلام الآخرة قوله تعالى: { سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } [الزمر: 73] ويجوز أَن يكون التوفى بالحشر من توفيت الشىءَ أَخذته وافيا، فهم يحشرون من القبور ولا يبقى أحد منهم حشر أَمن وبشارة، كما يؤخذ الطيب ويميز عن الخبيث، والأَمر كما مر، وإِن أُريد الحشر من الموقف إلى الجنة فالحال مقارنة.