خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
٥
وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
٦
-النحل

تيسير التفسير

{ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا } وخلق الأنعام خلقها وهى الإبل والبقر والغنم، بدأَ بذكر خلق السماوات والأرض وفيهما منافع للإنسان وذكر بعده ما ينتفع به أكلا وشربا وهو الأنعام وهما أعظم ما يحتاج إليه، ومعهما ركوب الإبل واللباس، اختير النصب على الاشتغال لتقدم الفعلية، أَو الأَنعام معطوف على الإنسان، وذكر قوله خلقها على هذا ليبنى عليه قوله { لَكُمْ } خبر مقدم { فيهَا } متعلق به أَو بما تعلق به { دِفْءٌ } مبتدأ كمال قال: ولكم فيها جمال، ويجوز تعليقه بخلقها فيكون فيها الخبر على الاشتغال أَو عطف على الإنسان فيكون قوله: خلقها لكم بيانا لما خلق لأَجله، وقوله: فيها دفءٌ تفصيلا، وعلى كل حال يكون المراد لكم يا أهل مكة فى جملة الناس، ويجوز تعميم الناس بالخطاب، والدفءُ التخلص من مضرة البرد بتحصيل السخونة بلباس ما نسج منها وتصنع البيوت منها، أَو الدفءُ ما يتحصل من الإبل من نتاج ولبن ومنافع { وَمنَافعُ } كالحمل والحرث والنضح وحفظ المال فى البيت المتخذ منها وسائِر ما يعمل منها، وركوب الإبل وقد يركب على البقر، قيل: ولبنها وقد يدخل فى تأْكلون لقوله تعالى: " { ومن لم يطعمه فإِنه منى } "[البقرة: 249]، قيل: ونسلها وفيه أنه نفس الإبل والبقر والغنم، وقيل: وأَثمانها وأَثمان ما يتولد منها كلبن وصوف وأَجره عمل، ولا أجرة للضراب، وله أَخذ أَعطى بلا عقد أَو شرط، وإنما شمل الأَكل { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } اللحم ومن غيرها أَيضاً، وخصها بالذكر لأَنها معظم ما يؤكل، وقدم الظرف للفاصلة ومراعاة لطريق الاهتمام { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ } زينة { حِينَ تُرِيحُونَ } تريدونها من المرعى رواحا أى عشية إلى حيث تلبث، ويقال له مراح { وَحِينَ تَسْرحُونَ } تخرجونها صبحاً إلى المرعى، تكون زينة لهم ولبيوتهم وما يليها إذ تأوى إليها، وحين يتعلق بمحذوف نعت جمال أَو يهبها أو بلكم لنيابتهما عما يجوز التعلق به أو بمتعلقهما، وقدم الإراحة على السرح مع تأَخرها فى الزمان لأَنها أَشد زينة إِذا أُريحت ممتلئة البطون والضروع تجرى مجتمعة وتجتمع فى المراح بأَصوات عكس حالها حال السرح، ولا سيما حال الربيع، والمفعول محذوف فى تسرحون للفاصلة، وفى تريحون لموافقة تسرحونَ، والتقدير تريحونها وتسرحونها.