خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٥٥
-النحل

تيسير التفسير

{ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ } اللام للعاقبة، كأنهم قصدوا شركهم كفران النعمة بإِضافتها إِلى أَصنامهم، لما صار شركهم مؤديًا إِلى كفران النعمة، صار كفرانها كأنها غرض لهم، مطلوب بإِشراكهم، وذلك تشبيه لعاقبة الشئ بعلته الباعثة، فذلك استعارة تبعية.
ويجوز أن تكون لسببية، أى يشركون بسبب كفرهم النعمة بعدم شكرهم، أو الكفر اعتقاد أن النعمة ليست من الله سبحانه، ويجوز أن يكون لام الأمر للغائب تهديد، وعليه يكون قوله: { فَتَمَتَّعُوا } على طريق الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، على أنه أمر تهديد باجتماعهم على عبادة الأوثان، معطوف على ليكفروا.
ويجوز أَن يكون فعلا ماضيا عطفا للماضوية على المضارعية، وهو يشركون فيكون قوله: { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } عاقبة أمركم تبعاً للخطاب فى تمتعوا، على أنه أمر، وعلى أَنه ماض يكون على طريق الالتفات إلى الخطاب من الغيبة، وذلك كله من الله.
وقد يجوز أن يكون من كلامه صلى الله عليه وسلم على تقدير القول، قل لهم يا محمد فتمتعوا، فسوف تعلمون عاقبة الإشراك وكفران النعمة، ولا داعى إلى هذا، وعلى الأمر باللام، وأمرية تمتعوا يكون هنا ثلاث وعيدات، وأغلظها الثالث إِذ لا تدرك كنهه بالكلام، بل بالإصابة. وهو فسوف تعلمون تعقبه بما يعيبه عليهم ديناً وعرفاً، أدنى عاقل اعتبر إذ قال: