خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً
٢٢
-الإسراء

تيسير التفسير

{ لاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهًا آخرَ } هذا خطاب للأمة فى المعنى بخطابه صلى الله عليه وسلم فى اللفظ أو خطاب لمن يصلح له، وهو أولى لقوله بعد: " { إمَّا يبلغن عندك الكِبَر أحدُهما أوْ كِلاهُما } " [الإسراء: 23] وهو صلى الله عليه وسلم لم يدرك أبويه.
{ فَتَقْعُدَ } فتصير لذلك، وهو من باب كان واهاً لزمان الطفولية، إذ كنت أقرأ عند شيخى فى شرح الشريف بن يعلى الحسنى، وفيه التمثيل لقعد من باب كان بمعنى صار بقولهم: شحذ شفرته حتى قعدت كأنها حربة، وقال أبو حيان: قعد بمعنى صار مقصور عند الأصحاب، يعنى الأندلسيين على هذا المثال، وقاسه بعض فى التشبيه مثل قعد كأنه سلطان، وقاسه الفراء مطلقاً، ومنه قعد لا يُسأل حاجة إلا قضاها.
{ مَذْمُومًا } خبر تقعد، واسمه مستتر، ويجوز إِبقاؤه على ظاهره من عدم القيام مجازاً للعجز، وكناية عنه، فمذموماً حال، ولا اسم لها، يقال قعد عن الشئ بمعنى عجز عنه، أى متعجز عن رفع العذاب، فضلا عن وصول الدرجات العلا، ومن شأن المذموم المخذول أن يقعد حائراً متفكراً، وقعد بمعنى صار، بمعنى اللبث على شئ قعد أو قام.
{ مَخْذُولاً } ممنوعًا من التوفيق، أما الذم فمن الملائكة والمسلمين، وأما الخذلان فمن الله، ولا ناصر لك، لأن الشريك لا يدفع سوءًا، ولا يجرّ نفعاً، ومَن لم يجعل لله شريكا فهو منصور دنيا وأخرى، ودنيا فقط، إن لم يوف.