خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً
٣٨
-الإسراء

تيسير التفسير

{ كُلُّ ذَلِكَ } أى الخصال الخمس والعشرون:
الأولى: لا تجعل والثانية، والثالثة:
" { وقضى ربك } "[الإسراء: 23] لأنه أمر بعبادة الله، ونهى عن عبادة غيره، وبالوالدين فلا تقل ولا تنهرهما، وقل لهما، واخفض، وقل رب، وذا القربى والمسكين وابن السبيل، ولا تبذِّر، فقل لهم، ولا تجعل يدك، ولا تبسطها، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تقربوا الزنى، ولا تقتلوا النفس، فلا يسرف، وأوفوا، وزنوا، ولا تقف، ولا تمش، وهن مكتوبات فى ألواح موسى عليه السلام، وليس ذلك كله سيئة، فكيف قال الله { كَانَ سَيِّئُهُ } الجواب اعتبار ترك ما أمر به، فإنه سيئة، وأخبرنا بالمؤنث عن المذكر لأن معناه ذنب، فأصله صفة مشبهة، لكن تغلبت عليه الاسمية، أو يقدر محذوف، أى وكان حسنا باعتبار ما أمر به، أو الإشارة إلى ما نهى عنه خاصة، وهو اثنتا عشرة، وتأنيث السيئة باعتبار الخصلة أو الفعلة.
{ عِنْدَ رَبِّكَ } متعلق بكان أو نعت سيئة، أو متعلق بقوله: { مَكْرُوهًا } خبر ثان لكان، ولا داعى إلى جعله نعتا لسيئه، وأنها مؤولة بالذنب، وهو مذكر كما مر، ولا إِلى جعله بدلا بمعنى أمراً مكروها، أو باعتباره لأنه لا يشترط مطابقة البدل، ومعناه مبغض، وذلك كراهة تحريم وتلك أشياء أبغضها الله، وخلقها وأرادها، ولا مكره له وبغض الشئ أو قبحه لا ينافى إرادته، فبطل قول المعتزلة: إنه لو كانت مخلوقة له لكان مريداً لها، والمكروه لا يراد، زاعمين أن الإرادة بمعنى الرضا، وهو ضد الكراهة، وذلك خطأ منهم، فإن الإرادة ليست عين الرضا ولا مستلزمة له.