خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً
٥٣
-الإسراء

تيسير التفسير

{ وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى } أى الكلمة التى، أو العبارة التى، والجزم فى جواب الأمر أى قل لهم قولوا التى هى أحسن، يقولوا التى هى أحسن، وقيل: مجزوم بلام الأمر، وقيل: مبنى لقيامه مقام الأمر المبنى، وهو ضعيف، والمراد بالكلمة الكلام.
{ هِىَ أَحْسَنُ } قل لعبادى المؤمنين يقولوا للمشركين الكلمة التى هى أحسن إذا جادلتموهم لحجج القرآن أو غيره فى شأن البعث أو غيره، فلا تدخلوا فى كلامكم سبهم، أو سب أصنامهم، فيزيدوا نفرة وعناداً، وتقوم الفتنة، قال الله عز وجل:
" { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } [الأنعام: 108] { { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن } " [العنكبوت: 46] ولا يختص هذا بما قبل نزول القتال كما قيل، بل هو قبله وبعده، لأنه إرشاد لما يكون سبباً للإِيمان، أو سببا لعدم زيادة العناد، والإضافة فى عبادى للتشريف، كما مرّ أن المراد بهم المؤمنون، كما يدل له قوله عز وجل: { يقولوا التى هى أحسن } والتى هى أحسن هو قوله: " { ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم } " [الإسراء: 54] ونحو هذا، وليست محصورة فى هذا، وما بينهما اعتراض، وإن صرحوا لهم أنهم من أهل النار، زاد كفرهم، وأيضا قد يكون منهم من يتوب بعد ولا يعلم الخاتمة إلا الله، فإِن ذكر لأحد أنه من أهل النار قيل له: إن مت على ما أنت عليه.
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ } تعليل جملى يفسد بين المؤمنين والكافرين لا تقولوا غير الإحسان، لأن الشياطين تنزغ بينهم كمن ينزغ إنساناً أو دابة بشوكة، فإن الكلام السيئ مثل النزغ لها، فيهيج الشر، ففى ذلك استعارة تبعية.
{ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسان عَدُوًّا مُبِينًا } ظاهر العداوة أو مظهرها، ولا يخفيها فكيف تتبعونه.