خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً
٧٥
-الإسراء

تيسير التفسير

{ إِذًا لأَذَقْنَاكَ } مثل إِذًا لاتخذوك لو قاربت لعذبناك كل عذاب، يستحق على ذلك، أو عذبناك عذاباً يكون بالنسبة إلى ما يزاد عليك، كذوق طعام أو شراب.
{ ضِعْفَ الحَيَاةِ } ضعف عذاب الدنيا، ودل على هذا قوله تعالى: "لأذقناك" وكذا فى قوله:
{ وَضِعْفَ المَمَاتِ } ضعف عذاب الموت، أى ضعف ما يعذب به غيرك لو قارب، لأن ذنب العظيم دنيا ورتبة أعظم، وذنب من له التقريب أعظم من ذنب غيره، ومن ذلك كثرة النعم، ولا سيما الدينية، ومن ذلك الباب قوله تعالى:
" { يا نساء النبى من يأت } "[الأحزاب: 30] إلى " { ضعفين } "[الأحزاب: 30] وذلك لقدر الفضل، وأيضا ذو الفضل متبوع، ومن سن سوءًا فله وزره ووزر من اتبعه، ومن عكسه فعليهن نصف ما على المحصنات، وذلك لنقصهن بالرق، والأصل عذابا ضعفاً أو مضاعفاً فى الحياة، وعذاباً ضعفا فى الموت، وحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه، وأضيفت كما يضاف عذاب، وذلك كقوله تعالى: " { فآتهم عذاباً ضعفًا } " [الأعراف: 38] وقوله تعالى: " { فزده عذاباً ضعفاً } "[ص: 61] والآية كقوله تعالى: " { لكل ضعف } " [الأعراف: 38] أى عذاب ضعف.
وقيل ضعف الحياة عذاب الآخرة، وضعف الممات عذاب القبر، وفسر بعضهم بمثلى عذاب المشركين فى الدنيا، ومثلى عذابهم فى الآخرة.
{ ثُمَّ لاَ تَجِد لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } بدفع العذاب بعد مجيئه أو قبله، أو بتخفيفه ولما نزل قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تكلنى إلى نفسى طرفة" وازداد تصلباً فى الدين وكذا ينبغى لكل مؤمن.